وذكر ابن العربي أن خصال الفطرة تبلغ ثلاثين خصلةً، قال الحافظ: فإن أراد خصوص ما ورد بلفظ الفطرة، فليس كذلك، وإن أراد أعمّ من ذلك، فلا تنحصر في الثلاثين، بل تزيد كثيرًا، وأقلّ ما ورد في خصال الفطرة حديث ابن عمر - رضي الله عنه -: "من الفطرة حلقُ العانة، وتقليم الأظفار، وقصّ الشارب"، رواه البخاريّ.
وأخرج الإسماعيليّ في رواية له بلفظ:"ثلاثٌ من الفطرة"، وأخرجه في رواية أخرى، بلفظ:"من الفطرة"، فذكر الثلاث، وزاد الختان.
ويأتي للمصنّف حديثُ عائشة - رضي الله عنها - بلفظ:"عشرٌ من الفطرة … "، فذكر الخمسة التي في حديث أبي هريرة، إلا الختان، وزاد إعفاء اللحية، والسواك، والمضمضة، والاستنشاق، وغسل البراجم، والاستنجاء، أخرجه من رواية مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن عبد الله بن الزبير، عنها، لكن قال في آخره: إن الراوي نسي العاشرة، إلا أن تكون المضمضة.
وقد أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" بلفظ: "عشرةٌ من السنة"، وذكر الاستنثار بدل الاستنشاق.
وأخرج النسائي من طريق سليمان التيميّ، قال: سمعت طلق بن حبيب يذكر "عشرة من الفطرة"، فذكر مثله، إلا أنه قال:"وشككت في المضمضة"، وأخرجه أيضًا من طريق أبي بشر، عن طلق، قال:"من السنة عشر"، فذكر مثله، إلا أنه ذكر الختان بدل غسل البراجم.
ورجّح النسائي الرواية المقطوعة على الموصولة المرفوعة، قال الحافظ: والذي يظهر لي أنها ليست بعلة قادحة، فإن راويها مصعب بن شيبة وثقه ابن معين، والعجليّ، وغيرهما، وليّنه أحمد، وأبو حاتم، وغيرهما، فحديثه حسنٌ، وله شواهد في حديث أبي هريرة وغيره، فالحكم بصحته من هذه الحيثية سائغٌ، وقول سليمان التيميّ: سمعت طلق بن حبيب يذكر عشرًا من الفطرة، يحتمل أن يريد أنه سمعه يذكرها من قبل نفسه على ظاهر ما فهمه