للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا إسناد ضعيف، وروي من أوجه كلّها ضعيفة. انتهى، وقد أجاد الشيخ الألبانيّ رَحِمَهُ اللهُ البحث فيه في "الضعيفة" (١)، فراجعها تستفد.

والحاصل أنه لم يثبت في دفن الشعر والأظفار شيء، فتبصّر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(التنبيه الثالث): قال الحافظ العراقيّ رَحِمَهُ اللهُ: يخيّر الذي يقلم أظفاره بين أن يباشر ذلك بنفسه، وبين أن يقصّ له غيره، كقصّ الشارب سواءً، إذ لا هتك حرمة في ذلك، ولا ترك مروءة، ولا سيّما من لا يُحسن قصّ أظفار يده اليمنى، فإن كثيرًا من الناس لا يتمكّن من قصّها؛ لعسر استعمال اليسار، فالأولى في حقّه أن يتولّى له ذلك غيره، لئلا يجرح يده، أو يؤذيها. انتهى كلام العراقيّ رَحِمَهُ اللهُ، وهو بحث جيّدٌ، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الثالثة عشرة): في اختلاف أهل العلم في نتف الإبط:

ذهب أكثر أهل العلم إلى أن نتف الإبط سنّة، وادّعى بعضهم الاتّفاق عليه، لكن يَرِد عليه خلاف أبي بكر بن العربيّ، فإنه أوجب الخصال الخمسة، حيث قال في "شرح الموطّأ": والذي عندي أن الخصال الخمس المذكورة في هذا الحديث كلها واجبة، فإن المرء لو تركها لم تبق صورته على صورة الآدميين، فكيف من جملة المسلمين!، واستغربه الحافظ في "الفتح"، وقال: وتعقّبه أبو شامة بأن الأشياء التي مقصودها مطلوب لتحسين الْخَلْق، وهي النظافة، لا تحتاج إلى ورود أمر إيجاب للشارع فيها، اكتفاءً بدواعي الأنفس، فمجرّد الندب إليها كاف. انتهى (٢).

قال الحافظ العراقيّ رَحِمَهُ اللهُ: ويتأدّى أصل السنّة بإزالته بأيّ وجه كان من الحلق، والقصّ، والنورة.

قال في "الفتح": ولا سيّما من يؤلمه النتف، وقد أخرج ابن أبي حاتم في "مناقب الشافعيّ" رَحِمَهُ اللهُ، عن يونس بن عبد الأعلى، قال: دخلتُ على الشافعيّ، ورجلٌ يحلق إبطه، فقال: إني علمت أن السنّة النتف، ولكن لا


(١) "السلسلة الضعيفة" ٥/ ٣٨٠ - ٣٨٣.
(٢) "الفتح" ١٠/ ٣٥٢.