للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وابن ماجه (١)، وقوله: "ويلك قطعت عنق صاحبك"، متّفقٌ عليه، فمحمول على ما إذا خيف فيه الافتتان.

قال النوويّ رحمه الله تعالى في "شرحه": وفيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه، إذا لم يُخَفْ عليه فتنة بإعجاب ونحوه، وأما استحبابه فيختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وأما النهي عن المدح في الوجه، فهو في حق من يُخاف عليه الفتنة بما ذكرناه، وقد مَدَح النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في مواضع كثيرة في الوجه، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رضي الله عنه -: "لست منهم"، "يا أبا بكر لا تَبْكِ إن أَمَنَّ الناس عليّ في صحبته، وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا"، وقال له: "وأرجو أن تكون منهم"، أي من الذين يُدْعَونَ من أبواب الجنة، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ائذن له، وبشره بالجنة"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اثْبُتْ أُحُدُ، فإنما عليك نبيّ، وصِدِّيق، وشهيدان"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "دخلتُ الجنة، ورأيت قصرًا، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله، فذكرتُ غَيْرَتك"، فقال عمر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أعليك أغار؟ وقال له: "ما لَقِيَك الشيطان سالكًا فَجًّا إلا سلك فجًّا غير فَجِّك"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "افتح لعثمان، وبَشِّره بالجنة"، وقال لعليِّ - رضي الله عنه -: "أنت مني، وأنا منك"، وفي الحديث الآخر: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"، وقال - صلى الله عليه وسلم - لبلال: "سَمِعْتُ دَقَّ نعليك في الجنة"، وقال - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن سلام: "أنت على الإسلام حتى تموت"، وقال للأنصاريّ: "ضَحِكَ الله عز وجل - أو - عَجِبَ من فعالكما"، وقال للأنصار: "أنتم من أحب الناس إليَّ"، ونظائر هذا كثيرة من مدحه - صلى الله عليه وسلم - في الوجه، وأما مدح الصحابة والتابعين، فمن بعدهم من العلماء والأئمة الذين يُقْتَدَى بهم رضي الله عنهم أجمعين، فأكثر من أن يحصر، والله تعالى أعلم، انتهى كلام النوويّ رحمه الله تعالى (٢).

٩ - (ومنها): وجوب الْخُمُس في الغنيمة، قلّت أم كثُرت، وإن لم يكن الإمام مع السّريّة الغازية.


(١) حديث حسنٌ، أخرجه أحمد ٤/ ٩٩ وابن ماجه (٣٧٤٣) من حديث معاوية - رضي الله عنه -.
(٢) "شرح مسلم" ١/ ١٩٥ - ١٩٦.