للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين، من أبي معشر، سوى عائشة، فمدنيّة.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيين مخضرمين: إبراهيم، عن علقمة، والأسود، والأسود خاله، فإن أمه مُليكة بنت يزيد، أخت الأسود، وعلقمة عمّ أمه؛ لأنها بنت يزيد بن قيس أخي علقمة بن قيس، وتقدّم الكلام في عائشة - رضي الله عنها - قريبًا، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَلْقَمَةَ) بن قيس (وَالْأَسْوَدِ) بن يزيد بن قيس، وهو ابن أخي علقمة، كما أسلفته آنفًا (أَنَّ رَجُلًا) هو الأسود نفسه؛ كما في رواية أبي عوانة في "مسنده"، قال: رأتني عائشة أغسل أثر جنابة أصابت ثوبي، قالت: "لقد رأيتني … ".

ويَحتمل أن يكون همّامَ بن الحارث؛ لما أخرجه أحمد في "مسنده" عن عفّان بن مسلم، وبهز بن أسد، عن شعبة بسنده، عن همام بن الحارث، أنه كان نازلًا على عائشة، قال بهز: إن رجلًا من النَّخَع كان نازلًا على عائشة، فاحتلم، فأبصرته جارية لعائشة، وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه … الحديث.

ويحتمل أن يكون عبدَ الله بن شهاب الْخَوْلانيّ، كما يأتي التصريح به عند المصنّف آخر الباب (نزَلَ بِعَائِشَةَ) أي حلّ عندها ضيفًا، قال المجد - رحمه الله -: النُّزول: الْحُلُول، نَزَلَهُم، وبهم، وعليهم يَنْزِل نُزُولًا ومَنْزِلًا: حَلَّ. انتهى (١). (فَأَصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ) قال المجد - رحمه الله -: "أصبح": دخل في الصباح، وبمعنى صار. انتهى (٢). فجملة "يغسل" على الأول في محلّ نصب على الحال، وعلى الثاني خبر لـ"أصبح"؛ لأنها من أخوات "كان" ترفع الاسم، وتنصب الخبر (فَقَالَتْ عَائِشَةُ) - رضي الله عنها - (إِنَّمَا كَانَ يُجْزِئُكَ) أي يَكفيك، وهو بضمّ أوله وكسر ثالثه، من أجْزَأ الرباعيّ، ويجوز أن يكون بفتح أوله، من جَزَى ثلاثيًّا، لكن


(١) "القاموس المحيط " ص ٩٥٧.
(٢) "القاموس" ص ٢٠٧.