للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن الملقّن رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الاختلاف المذكور ما نصّه: ويُجمع بينهما بأن يكون سمع ابن عباس الحديث مرّة عن معاذ، فرواه متّصلًا، وأرسله تارة، ومرسله حجة على المشهور، كيف وقد عُرف من أرسل عنه، ويحتمل أن ابن عباس سمعه من معاذ، وحضر القصّة، فرواه تارة بلا واسطة، وتارة بها، إما لنسيانه، وإما لمعنى آخر، انتهى (١).

[تنبيه]: كان بعث معاذ إلى اليمن سنة عشر قبل حج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كما ذكره البخاريّ في أواخر "كتاب المغازي"، وقيل كان ذلك في أواخر سنة تسع عند منصرفه - صلى الله عليه وسلم - من تبوك، رواه الواقديّ بإسناده إلى كعب بن مالك، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" عنه، ثم حَكَى ابن سعد أنه كان في ربيع الآخر سنة عشر، وقيل: بعثه عام الفتح سنة ثمان، واتفقوا على أنه لم يَزَل على اليمن إلى أن قَدِمَ في عهد أبي بكر، ثم توجه إلى الشام، فمات بها، واختُلِفَ هل كان معاذ واليًا أو قاضيًا، فجزم ابن عبد البر بالثاني، والغسانيّ بالأول، ذكره في "الفتح" (٢).

وقال في "العمدة": وفي "الإكليل" لابن البيّع: "بعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معاذًا وأبا موسى عند انصرافه من تبوك سنة تسع"، وزعم ابن الحذّاء أن ذلك كان في شهر ربيع الآخر سنة عشر، وَقَدِمَ في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - في الحجّة التي حجّ فيها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وكذا ذكره سيفٌ في الردّة، وفي "الطبقات": في شهر ربيع الآخر سنة تسع، وفي "كتاب الصحابة" للعسكريّ: "بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - واليًا على اليمن"، وفي "الاستيعاب": لَمّا خلع من ماله لغرمائه بعثه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "لعلّ الله أن يجبُرك"، قال: وبعثه أيضًا قاضيًا، وجعل إليه قبض الصدقات من العمّال الذين باليمن، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أُميّة على كِنْدة، وزياد بن لبيد على حضرموت، ومعاذ على الْجَنَد، وأبى موسى على زَبِيد، وعَدَن، والساحل انتهى (٣).


(١) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٥/ ١٤.
(٢) "الفتح" ٣/ ٤٥١.
(٣) "عمدة القاري" ٧/ ١٦٠.