للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الكرمانيّ: شَبَّه "لعلّ" بـ"عَسَى"، فأتى بـ"أن" في خبره.

وقال الطيبيّ رحمه الله: لعلّ الظاهر أن يكون الضمير مبهمًا يفسّره ما بعده، كما في قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [الأنعام: ٢٩] قال صاحب "الكشّاف": هذا ضمير لا يُعلم ما يُعنى به إلا بما يتلوه من بيانه، وأصله إن الحياة إلا حياتنا الدنيا، ثم وُضع "هي" موضع "الحياة"؛ لأن الخبر يدلّ عليها، ويُبيّنها، ومنه: هي النفس تتحمّل ما حُمّلت، والرواية بتثنية الضمير في "عنهما" لا تستدعي إلا هذا التأويل. انتهى (١).

(مَا لَمْ يَيْبَسَا") "ما" مصدريّة ظرفيّةٌ، و"ييبسا"، أي يجفّ الشِّقّان، قال النوويّ: "يَيْبَسَا" مفتوح الباء الموحدة، قبل السين، ويجوز كسرها لغتان، وقال الفيّوميّ: يَبِسَ يَيْبَسُ، من باب تَعِبَ، وفي لغة بالكسر فيهما: إذا جفّ بعد رُطوبة، فهو يابسٌ، وشيء يَبْسٌ ساكن الباء بمعنى يابسٍ أيضًا (٢).

والمعنى: يُخفّف عنهما مدّة عدم يبس الشقّين.

وفي رواية للبخاريّ: "ما لم تيبسا" قال في "الفتح": كذا في أكثر الروايات بالمثناة الفوقانية: أي الكِسْرَتان، وللكشميهنيّ: إلا أن تيبسا" بحرف الاستثناء، وللمستملي: "إلى أن ييبسا" بـ"إلى" التي للغاية، والياء التحتانية: أي العودان. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الطهارة" [٣٤/ ٦٨٣ و ٦٨٤] (٢٩٢)، و (البخاريّ) في "الوضوء" (٢١٦ و ٢١٨ و ١٣٦١)، و"الجنائز" (١٣٦١ و ١٣٧٨)، و"الأدب" (٦٠٥٥)، و (أبو داود) في "الطهارة" (٢٠ و ٢١)،


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٣/ ٧٦٩ - ٧٧٠.
(٢) راجع: "المصباح" ٢/ ٦٧٩.
(٣) "الفتح" ١/ ٣٨٢.