للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبَقِ … فِي ادَّانَ وَازْدَدْ وَادَّكِرْ دَالًا بَقِي

ويجوز في "مضطجعة" الرفع والنصب، أما الرفع فعلى الخبرية لـ "أنا"، كما أسلفته آنفًا، وأما النصب فعلى الحال، فعلى الأول يكون قوله: (مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) متعلّقًا بحال مقدّر، أو بـ "مضطجعة"، وعلى الثاني يكون هو الخبرَ (فِي الْخَمِيلَةِ) هذه رواية الأكثرين من أصحاب يحيى، ثم أصحاب هشام، فكلّهم قالوا: "الْخَمِيلة"، ووقع عند البخاريّ، من رواية المكيّ بن إبراهيم، عن هشام الدستوائيّ: "الخميصة" بدل "الخميلة". قال الحافظ - رحمه الله -: لم أر - يعني الخميصة - في شيء من طرقه إلا في هذه الرواية. انتهى.

و"الْخَمِيلة" - بفتح الخاء المعجمة، وكسر الميم - قال أهل اللغة: الخميلة، والخميل بحذف الهاء: هي القَطِيفة، وكلُّ ثوب له خَمْلٌ من أيّ شيء كان، وقيل: هي الأسود من الثياب، قاله النوويّ (١).

وقال الفيّوميّ: الْخَمْلُ، مثلُ فَلْس: الْهُدْبُ، والْخَمْلُ: الْقَطِيفة، والْخَمِيلةُ: الطِّنْفِسة، والجمع خَمِيل بحذف الهاء. انتهى (٢).

وقال ابن الأثير: الْخَمِيلُ، والْخَمِيلة: القَطِيفة، وهي كلّ ثوب له خَمْل، من أيّ شيء كان، وقيل: الْخَمِيلُ الأسود من الثياب. انتهى (٣).

وأما "الْخَمِيصة" - بفتح الخاء المعجمة، وكسر الميم - فهي كساءٌ مُرَبَّعٌ، له عَلَمان، وقيل: الخمائص ثياب من خَزّ ثِخَانٌ سُودٌ وحُمْرٌ، ولها أعلام ثِخَان أيضًا، قاله ابن سِيدَهْ، وفي "الصحاح": كساء أسود مربع، وإن لم يكن مُعْلَمًا فليس بخميصة (٤).

وقال ابن الأثير: الخميصة: ثوبُ خَزّ، أو صُوف مُعْلَمٌ، وقيل: لا تُسمّى خَمِيصةً إلا أن تكون سوداء مُعْلَمَةً، وكانت لباس الناس قديمًا، وجمعها الخمائص. انتهى (٥).

وقال في "الفتح" بعد ذكر نحو ما تقدّم: لا منافاة بين الخميصة


(١) "شرح النوويّ" ٣/ ٢٠٦.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ١٨٢.
(٣) "النهاية" ٢/ ٨١.
(٤) راجع: "عمدة القاري" ٣/ ١٦٣.
(٥) "النهاية" ٢/ ٨٠ - ٨١.