فيحيى سمع قراءة من يقرأ على أبي معاوية، ولهذا قال:"أخبرنا"، وأبو بكر، وأبو كريب سمعاه من لفظ أبي معاوية، ولهذا قالا:"حدّثنا".
فقوله:"أبو معاوية" مرفوع على الفاعليّة، تنازعه كلّ من "أخبرنا"، و"حدّثنا".
٣ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، غير يحيى، وأبي بكر، وثابت.
٤ - (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين إلى القاسم، وهو وعائشة مدنيّان، ويحيى نيسابوريّ، إلا أنه دخل الكوفة.
٥ - (ومنها): أن شيخه أبو كريب أحد مشايخ الأئمة الستة بلا واسطة.
٦ - (ومنها): أن القاسم أحد الفقهاء السبعة، كما تقدّم غير مرّة، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها - أنها (قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "نَاوِلينِي)، أي أعطيني (الْخُمْرَةَ) بضم الخاء المعجمة، على وزن غُرْفة: هي حَصِير صغيرٌ قدر ما يُسْجَد عليه، قاله الفيّوميّ، وقال الخطّابيّ: هي السّجّادة التي يَسجُد عليها المصلّي، ويقال: سُمّيت بها لأنها تخمر وجه المصلّي عن الأرض، أي تستره. انتهى.
وقال ابن الأثير - رحمه الله -: الْخُمْرة: هي مقدار ما يَضَعُ الرجل عليه وجهه في سجوده، من حَصِير، أو نَسِيجةِ خُوصٍ، ونحوه من النبات، ولا تكون خُمْرة إلا في هذا المقدار، وسُمّيت خُمْرةً؛ لأن خيوطها مستورةٌ بِسَعَفها، وقد تكررت في الحديث، وهكذا فُسِّرَت، وقد جاء في "سنن أبي داود" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "جاءت فأرةٌ، فأخذت تَجُرّ الْفَتِيلة، فجاءت بها، فألقتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الْخُمْرة التي كان قاعدًا عليها، فأحرقت منها مثل مَوْضِع درهم … " الحديث، قال: وهذا صريح في إطلاق الخمرة على الكبير من نوعها. انتهى (١).