للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ مُنْذِرِ) بضمّ الميم، وسكون النون، وكسر الذال المعجمة (ابْنِ يَعْلَى) بفتح الياء التحتانيّة، وسكون العين المهملة، وفتح اللام (وَيُكْنَى) بالبناء للمفعول، ونائب فاعله ضمير منذر، قال المجد - رحمه الله -: كَنَى زيدًا أبا عمرو، وبه، كُنْيَةً بالكسر والضمّ: سمّاه به، كأكناه، وكَنّاه، وأبو فلانٍ كُنْيَتُهُ، وكُنْوَته، ويُكسران. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: كنيته أبا محمد، وبأبي محمد، قال ابن فارس: وفي كتاب الخليل: الصواب الإتيان بالياء، قال: والكُنية اسم يُطلق على الشخص للتعظيم، نحو أبي حفص، وأبي الحسن، أو علامةً عليه، والجمع كُنًى بالضمّ في المفرد والجمع، والكسر فيهما لغةٌ، مثلُ بُرْمة وبُرَمٍ، وسِدْرة وسِدَرٍ. انتهى (٢).

(أَبَا يَعْلَى) منصوب على أنه مفعول ثان لـ "يُكنَى"؛ لأنه يتعدّى بنفسه إلى اثنين، ويتعدّى إلى الثاني أيضًا بالباء، كما أسلفناه آنفًا، (عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ) هو محمد بن عليّ المترجم آنفًا، والحنفيّة أمه، وهي خولة بنت جعفر الحنفيّ اليماميّ، وكانت من سبي بني حَنِيفة، (عَنْ عَلِيٍّ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا) قال ابن الملقّن - رحمه الله -: فيه احتمالان: أحدهما: أن ذلك حكاية عما مضى، وانقطع عنه حين إخباره به، وهو بعيد، وأظهرهما أن هذه حالة مستدامة له، ويكون من باب قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: ١١١]، أي أنه لَمّا علم الناس أنه تعالى عليم حكيم، قيل لهم، ولذلك كان في الأول على ما هو عليه الآن من العلم والحكمة (٣).

وقوله: (مَذَّاءً) بالنصب صفة لـ "رجلًا"، أي كثير المذي، وهو بفتح الميم، وتشديد الذال المعجمة على الأفصح، وبالمدّ، على وزن فَعّال بالتشديد، كضرّاب من الضرب، يقال: مَذَى الرجل يَمْذِي، من باب ضرب يضرب، ثلاثيًّا، وأمذى يُمْذي، كأعطى يُعطي رباعيًّا، وقد استوفيتُ بيان لغات المذي والمنيّ، والودي، ومعانيها أول الباب.


(١) "القاموس المحيط" ص ١١٩٦.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٤٢.
(٣) راجع: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ١/ ٦٤٣.