للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وقد وقع في كتاب مسلم من رواية السمرقنديّ، والطبريّ قولها: "تربت يمينك خير"، كذا هو بالياء المثنّاة من تحتُ، ضدّ الشرّ، كأنه فسّر معناه، وأنه لم يُرد سبّها، وعند بعض رواة ابن ماهان: "خبر" بفتح الباء الموحّدة، وليس بشيء. انتهى كلام القاضي (١).

وتعقّب النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - قوله: وليس بشيء، فقال: بل كلاهما صحيح، فالأول معناه: لم تُرِد بهذا شَتْمًا، ولكنها كلمة تَجرِي على اللسان، ومعنى الثاني: أن هذا ليس بدعاء، بل هو خبر لا يراد حقيقته. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: لفظ "خير" سواء ضبطناها بالياء، أو بالباء لا تزال غامضة، والله تعالى أعلم.

(نَعَمْ) جوابٌ منه - صلى الله عليه وسلم - لأمّ سُليم - رضي الله عنها - وقد تقدّم معناها، والفرق بينهما، وبين "بلى"، قريبًا، فلا تنس نصيبك، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

(فَلْتَغْتَسِلْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِذَا رَأَتْ ذَاكِ") وفي نسخة: "ذلك"، أي الماء، يعني أنه يجب عليها أن تغتسل إذا رأت بعد استيقاظها ما يراه الرجل، وخرج منها ما يخرج منه، وهو المنيّ، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٧/ ٧١٥] (٣١٠)، و (النسائيّ) في "الطهارة" (١٩٥)، وفي "الكبرى" (٢٠٢) و (٨٣١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٧٠٤)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): قد أعلّ الإمام الناقد أبو حاتم الرازيّ هذا الإسناد، فقال ابنه في "علل الحديث" (١/ ١٦٢ - ١٦٣): سمعت أبي، وذكر حديثًا، رواه عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي


(١) "إكمال المعلم" ٢/ ١٤٩.
(٢) "شرح النوويّ" ٣/ ٢٢١.