للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الولدَ، وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل، نَزَعَت الولد قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بُهْتٌ، فاسألهم عني قبل أن يَعْلَموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّ رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ " قالوا: خيرنا، وابن خيرنا، وأفضلنا، وابن أفضلنا، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم، فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، قالوا: شرُّنا، وابن شرنا، وتنقّصوه، قال: هذا كنت أخاف يا رسول الله. انتهى (١).

(فَقَالَ) ذلك الحبر (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ) قال ثوبان - رضي الله عنه - (فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً)، أي نحّيته تَنْحيةً، وأبعدته إبعادًا (كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا) بالبناء للمفعول: أي يُطرح على الأرض، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: الصَّرْعُ - أي بالفتح - ويُكسَر: الطرحُ على الأرض، كالمَصْرَع، كمَقْعَد، وهو موضعه أيضًا، وقد صَرَعه، كمَنَعَهُ. انتهى (٢).

وفي رواية النسائيّ الآتية من طريق مروان بن معاوية، عن معاوية بن سلّام: "فدفعته، حتى صرعته".

(فَقَالَ) ذلك الحبر (لِمَ تَدْفَعُنِي؟)، أي لأيّ سبب دفعتني؟، (فَقُلْتُ: أَلَا) بفتح الهمزة، وتخفيف اللام، وفي نسخة: بتشديدها، وهي أداة تحضيض مختصّةٌ بالجملة الفعليّة الخبريّة (تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ؟)، أي ألا تناديه بما فيه تعظيمه، واحترامه، وهو الوصف بالرسالة؟، (فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا نَدْعُوهُ) أي نناديه (بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ)، أي وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِن اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي")، وفي رواية النسائيّ المذكورة: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَجَلْ، أهلي سَمَّوني محمدًا".

والمراد بأهله هنا جدّه عبد المطّلب؛ لأنه الذي سمّاه به بإلهام من الله تعالى، وهو اسم مفعول من حُمّد مضعّفًا، منقول من صفة الحمد، وهو بمعنى


(١) أخرجه البخاريّ في: "صحيحه" رقم (٣٩٣٨).
(٢) "القاموس" ص ٦٦٣.