للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويحتمل أن تكون ناهيةً، فيجزم الفعل بعدها بسكون مقدّر، منع من ظهوره اشتغال المحلّ بكسرة التخلّص من التقاء الساكنين، والله تعالى أعلم.

(يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ). قال المجد رَحِمَهُ اللهُ: "العَوْرة": الْخَلَلُ في "الثَّغْر وغيره، وكلُّ مَكْمَنٍ للسَّتْر، والسَّوْأَةُ. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ: كلُّ شيء يستره الإنسان أَنَفَةً وحَيَاءً فهو عورةٌ، والنساءُ عورةٌ، قال: وقيل: للسوءة عورةٌ؛ لقبح النظر إليها، قال: والْعَورةُ في الثَّغْر والحرب: خللٌ يُخاف منه، والجمع عَوْرَاتٌ بالسكون؛ للتخفيف، والقياس الفتح؛ لأنه اسم، وهو لغة هُذَيل. انتهى بتصرّف (٢).

وقال ابن الأثير رَحِمَهُ اللهُ: "الْعَوْرة": كلُّ ما يُستحيا منه إذا ظَهَر، قال: ومنه الحديث: "المرأة عورة" (٣) جعَلَها نفسَها عورةً؛ لأنها إذا ظهرت يُستحيا منها، كما يُستحيا من العورة إذا ظهرت.

قال: والعورة من الرجل ما بين السرة والركبة، ومن المرأة الْحُرّةِ جميعُ جسدها، إلا الوجه واليدين إلى الكوعين، وفي أخمصها خلاف، ومن الأمة مثلُ الرجل، وما يبدو منها في حال الخدمة، كالرأس، والرقبة، والساعد، فليس بعورة، وسترُ العورة في الصلاة وغيرها واجب، وفيه عند الخلوة خلاف. انتهى (٤).

وقال القرطبيّ رَحِمَهُ اللهُ: "العورة" في أصل الوضع: هي ما يُستحيا من الاطّلاع عليه، ويلزم منه عار. انتهى (٥).

وسيأتي بيان اختلاف العلماء في حدّ العورة في المسألة الرابعة - إن شاء الله تعالى -.

(وَلَا) تنظر (الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرة الْمَرْأَةِ)، وعورتها بالنسبة لنظر المرأة هو ما بين سرّتها وركبتها، كما سيأتي (وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ) بضمّ حرف


(١) "القاموس المحيط" ٢/ ٩٧.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٣٧.
(٣) حديث صحيح، أخرجه الترمذيّ، (١٠٩٣) عن عبد الله - بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان".
(٤) "النهاية في غريب الأثر" ١/ ٣١٩.
(٥) "المفهم" ١/ ٥٩٨.