للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مردويه من طريق عكرمة، عن أبي هريرة قال: "قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} الآية، قال: إن بني إسرائيل كانوا يقولون: إن موسى آدر، فانطلق موسى إلى النهر يغتسل … " فذكر نحوه، وفي رواية علي بن زيد: "فرأوه ليس كما قالوا، فأنزل تعالى: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} ". انتهى (١).

[تنبيهٌ آخر]: رَوَى أحمد بن منيع في "مسنده" بإسناد حسن (٢)، والطحاويّ، وابن مردويه من حديث عليّ أن الآية المذكورة نزلت في طعن بني إسرائيل على موسى بسبب هارون؛ لأنه توجه معه إلى زيارة، فمات هارون، فدفنه موسى، فطَعَن فيه بعض بني إسرائيل، وقالوا: أنت قتلته، فبرأه الله تعالى بأن رَفَعَ لهم جسد هارون - عَلَيْهِ السَّلَام -، وهو ميت، فخاطبهم بأنه مات، وفي الإسناد ضعف، ولو ثبت لَمْ يكن فيه ما يمنع أن يكون في الفريقين معًا؛ لصدق أن كلًّا منهما آذى موسى، فبرأه الله مما قالوا، قاله في "الفتح" (٣)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الحيض" [١٧/ ٧٧٦] (٣٣٩)، وفي "كتاب الفضائل"، و (البخاريّ) في "كتاب الغسل" (٢٧٨)، و"كتاب أحاديث الأنبياء" (٣٤٠٤)، و"تفسير القرآن" (٤٧٩٩)، و (الترمذيّ) في "التفسير" (٣٢٢١)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٣١٤ و ٣١٥)، و (الطحاويّ) في "مشكل الآثار" (٦٧)، و (الطبريّ) في "تفسيره" (٢٢/ ٥١ و ٥٢)، و (أبو عوانة) في "مسنده"


(١) "الفتح" ٦/ ٥٠٤ في: "كتاب أحاديث الأنبياء" رقم (٣٤٠٤).
(٢) هكذا في: "الفتح" (٦/ ٥٠٥) "بإسناد حسن"، ولا يخفى ما فيه؛ لأنه قال في آخره: وفي الإسناد ضعف، اللهم إلَّا أن يريد بعض الأسانيد، وفيه بعد، فتأمل، والله أعلم.
(٣) "الفتح" ٦/ ٥٠٥.