للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: سبعة:

كلهم تقدّموا في الإسنادين الماضيين.

وقوله: (يَعْني بِقَوْلِهِ: الْمَلِيِّ، عَنِ الْمَليِّ، أَبُو أَيُّوبَ إلخ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا هو في الأصول"أبو أيوب" بالواو، وهو صحيح، والمليّ: الْمُعْتَمَدُ عليه المركون إليه. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: هكذا وقع في معظم النسخ التي بين يديّ "أبو أيّوب" بالواو، إلَّا النسخة التي شرح عليها الأبيّ، فوقع فيها ما لفظه: "قال: حدّثني أبي، عن المليّ، يعني بقوله: المليّ أبا أيوب إلخ"، وكذا هو في "مستخرج أبي نعيم"، وهو الجاري على القاعدة الجادّة؛ لأن رفع الأسماء الستّة، وهي"أبوك"، و "أخوك"، و"فوك"، و"حَمُوكِ"، و"هنوكَ"، و"ذو" بمعنى صاحب، يكون بالواو، ونصبها بالألف، وجرّها بالياء، ويجوز في "أب" و"أخ"، و"حم" إعرابها إعراب المقصور على الألف، ويجوز نقصها بحذف أواخرها، فتعرب بالحركات الظاهرة على الباء، والخاء، والميم، وأما "هن" فنقصه أشهر، من إتمامه، وإلى هذا كلّه أشار ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "الخلاصة" حيث قال:

وَارْفَعْ بِوَاوِ وَانْصبَنَّ بِالأَلِفْ … وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأَسْمَا أَصِفْ

مِنْ ذَاكَ "ذُو" إِنْ صحْبَةً أَبَانَا … وَ"الْفَمُ" حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا

"أَبٌ" "أَخٌ" "حَمٌ" كَذَاكَ وَهَنُ … وَالنَّقْصُ فِي هَذَا الأَخِيرِ أَحْسَنُ

وَفِي "أَبٍ" وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ … وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ

وأما ما وقع في معظم النسخ بلفظ "أبو أيوب" بالواو فلا بدّ من تأويله؛ لأن إعرابه على الواو دائمًا لغة ضعيفة، فلا يجوز تخريج الرواية الصحيحة عليه، فيؤؤل بأنه محكيّ على حالة الرفع، أي من نحو قوله: "حدثنا أبو أيوب"، فيكون "أبو أيوب" مفعولًا به لـ"يعني" منصوبًا بفتحة مقدّرة، منع من ظهورها اشتغال المحلّ بإعراب الحكاية، والله تعالى أعلم.

وقوله: (عَنِ الْمَلِيِّ) أصله مَلِيءٌ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول، قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -:


(١) "شرح النوويّ" ٤/ ٣٨ - ٣٩.