[فإن قلت]: في سنده عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال عنه في "التقريب": مقبول، وإن كان غير مقبول، كما تقدّم في ترجمته، فكيف أخرجه المصنّف هنا؟.
[قلت]: عبد الله بن عبيد الله قد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبّان، ولم يجرحه أحد، ولم ينفرد بهذه الرواية، فقد أخرج الحديث ابن حبّان في "صحيحه"(١١٤٩) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، عن شُرحبيل بن سعد الأنصاريّ، عن أبي رافع، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنّفه"(١/ ٤٨) من طريق آخر؛ فتنبّه، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الحيض"[٢٣/ ٨٠٣](٣٥٧)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(١/ ١٥٤)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(١/ ٤٨)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار"(١/ ٦٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١١٤٩)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٧٥١ و ٧٥٢)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٧٨٩)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال:
[٨٠٤](٣٥٨) - (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - شَرِبَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَتَمَضْمَضَ (١)، وَقَالَ: إِنَّ لَهُ دَسَمًا").
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ) بن جَمِيل بن طَرِيف الثقفيّ، أبو رجاء الْبَغْلانيّ، ثقةٌ ثبتٌ [١٠](ت ٢٤٠)(ع) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٥٠.
٢ - (لَيْث) بن سعد الإمام المصريّ، تقدّم في الباب الماضي.
٣ - (عُقَيْل) بن خالد الأيليّ، تقدّم في الباب الماضي أيضًا.