للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وينبغي أن لا يُتَوَهَّم بهذا أنه "شَكَى" مفتوحة الشين والكاف، ويُجْعَل الشاكي هو عمَّه المذكور، فإن هذا الوَهْمَ غَلَطٌ. انتهى (١).

ووقع في رواية البخاريّ: "أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، قال في "الفتح": قوله: "أنه شكا" كذا في روايتنا "شكا" بألف، ومقتضاه أن الراوي هو الشاكي، وصَرَّح بذلك ابن خزيمة، عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، ولفظه: "عن عمه، عبد الله بن زيد، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل"، ووقع في بعض الروايات: "شُكِيَ " بضم أوله، على البناء للمفعول، وعلى هذا فالهاء في "أنه" ضمير الشأن، ووقع في مسلم: "شُكِيَ" بالضم أيضًا، كما ضبطه النوويّ. انتهى (٢).

وقال في "العمدة": قوله: "شَكَى" من شَكَوت فلانًا أشكوه شَكْوًا، وشِكايةً وشَكِيَّةً وشَكَاةً: إذا أخبرتَ عنه بسوء فعله، فهو مَشْكُوّ، وشَكِيٌّ، والاسم الشكوى، والياء في شَكَى منقلبة عن واو، وأصله شَكَوَ بدليل يشكو، والشَّكْوَى، ويجوز أن تكون أصلية، غير منقلبة في لغة من قال: شَكَى يَشْكِي بالياء. انتهى (٣).

(يُخَيَّلُ إِلَيْهِ) - بضم أوله، وفتح المعجمة، وتشديد الياء المثنّاة التحتانيّة المفتوحة - وأصله من الْخَيَال، والمعنى: يُظَنّ، والظن هنا أعمّ من تساوي الاحتمالين، أو ترجيح أحدهما، على ما هو أصل اللغة، من أن الظن خلاف اليقين، قاله في "الفتح" (٤).

وقال في "العمدة": قوله: "يُخَيَّل" على صيغة المجهول: أي يُشَبَّه، ويُخايَل، وفلان يَمضي على الْمُخَيَّل، أي على ما خُيِّلت، أي شُبِّهت، يعني على غَرَر من غير تعين، وخُيِّل إليه أنه كذا على ما لم يُسَمَّ فاعله من التخييل والوهم، قال الله تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه: ٦٦]. انتهى (٥).

وقال في "المصباح": وخُيِّل له كذا بالبناء للمفعول، من الوَهْم والظنّ،


(١) "شرح النوويّ" ٤/ ٥١.
(٢) "الفتح" ١/ ٢٨٦.
(٣) "عمدة القاري" ٢/ ٣٨٢.
(٤) "الفتح" ١/ ٢٨٦.
(٥) "عمدة القاري" ٢/ ٣٨٢.