للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(إِذَا بَرَدَ) بفتح الراء على المشهور، وحَكَى الجوهريّ ضمّها، قاله في "الفتح" (١).

وعبارة "القاموس": الْبَرْدُ: معروفٌ، بَرَدَ، كنَصَرَ، وكَرُمَ، بُرُودةً، وماءٌ بَرْدٌ - بفتح، فسكون - وباردٌ، وبَرُودٌ - بالفتح -، وبُرَادٌ - بالضمّ، وتخفيف الراء - ومَبْرُودٌ، وبَرَدَهُ - بالتخفيف - وبَرّده - بالتشديد -: جعله باردًا، أو خَلَطه بالثلج. انتهى (٢).

وفي "المصباح": بَرُد الشيءُ بُرُودةً، مثلُ سَهُلَ سُهُولةً: إذا سكنت حرارته، وأما بَرَدَ بَرْدًا، من باب نصر، فيُستعمل لازمًا ومتعدّيًا، يقال: بَرَدَ الماءُ، وبَرَدتُهُ، فهو باردٌ ومَبْرُودٌ، وهذه العبارة تكون من كلّ ثلاثيّ يكون لازمًا ومتعدّيًا، قال الشاعر [من الطويل]:

وَعَطِّلْ قَلُوصِي فِي الرِّكَابِ فَإِنَّهَا … سَتبرُدُ أَكْبَادًا وَتُبْكِي بَوَاكِيَا

وبَرَّدتُهُ بالتثقيل مبالغةٌ. انتهى (٣).

(عَلَيْهِمُ) متعلّق بـ "بَرَدَ" (الْمَاءُ) بالرفع على الفاعليّة، وقوله: (أَنْ يَتَيَمَّمُوا بِالصَّعِيدِ) في تأويل المصدر فاعل "أوشك"، أي أوشك تيمّمهم بالصعيد، و"أوشك" هنا تامّة لا تحتاج إلى خبر، وذلك أنها من أفعال المقاربة التي تنسخ المبتدأ والخبر، فترفع المبتدأ اسمًا لها، وتنصب الخبر خبرًا لها، وتُسمّى ناقصةً، نحو: أوشك زيد أن يقوم، وتُستعمل أيضًا تامّة، وهي التي تكتفي بمرفوعها، نحو: أوشك أن يقوم زيد، وكهذا الحديث، ومثلها في ذلك "عسى"، و"اخلولق"، وإلى هذا أشار في "الخلاصة" بقوله:

بَعْدَ "عَسَى" "اخْلَوْلَقَ" "أَوْشَكْ" قَدْ يَرِدْ … غِنًى بِـ "أَنْ يَفْعَلَ" عَنْ ثَانٍ فُقِدْ

(فَقَالَ أَبُو مُوسَى) الأشعريّ - رضي الله عنه - (لِعَبْدِ اللهِ) بن مسعود - رضي الله عنه - (ألمْ تَسْمَعْ) قال في "الفتح": ظاهره أن ذكر أبي موسى لقصّة عمّار متأخّرٌ عن احتجاجه بالآية، ووقع في رواية للبخاريّ من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش أن احتجاجه بالآية متأخر عن احتجاجه بحديث عمّار - رضي الله عنه -، قال: ورواية حفص


(١) ١/ ٥٤٤.
(٢) راجع: "القاموس المحيط" ١/ ٢٧٦.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٤٢ - ٤٣.