للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحشفة، وكعبٌ، أفاده ابن الملقّن رحمه اللهُ (١).

وقد نظمت ذلك بقولي:

وَجَاءَ فِي الإِنْسَانِ عَشْرٌ تُبْتَدَا … أَوَّلُهَا بِالْكَافِ نِلْتَ الرَّشَدَا

كُوعٌ وَكُرْسُوعٌ وَكَفٌّ وَكَتِفْ … وَكَتَدٌ وَكَاهِلٌ مِنْهَا عُرِفْ

وَكُلْيَةٌ كَعْبٌ وَكَبْدٌ كَمَرَهْ … قَرَّبْتُهَا نَظْمًا لِقَوْمٍ بَرَرَهْ

(وَوَجْهَهُ) بالنصب أيضًا، أي ومسح وجهه أيضًا، والوجه: مأخوذ من المواجهة، ويقال له: الْمُحَيّا أيضًا (٢).

قال القرطبيّ رحمه اللهُ: وكونه في هذه الرواية أخّر الوجه في الذكر، وكونه في الرواية الثانية قدّمه يدلّ على عدم ترتيب الواو. انتهى (٣).

[تنبيه]: وقع في رواية للبخاريّ: "ثم مسح بهما ظهر كفّه بشماله، أو ظهر شماله بكفّه، ثم مسح بهما وجهه"، قال في "الفتح": كذا في جميع الروايات بالشكّ، وفي رواية أبي داود تحرير ذلك، من طريق أبي معاوية أيضًا، ولفظه: "ثم ضرب بشماله على يمينه، وبيمينه على شماله، على الكفين، ثم مسح وجهه".

وفيه الاكتفاء بضربة واحدة في التيمم، ونقله ابن المنذر عن جمهور العلماء، واختاره.

وفيه أن الترتيب غير مُشْتَرَط في التيمم، قال ابن دقيق العيد: اختُلِف في لفظ هذا الحديث، فوقع عند البخاري بلفظ: "ثُمّ"، وفي سياقه اختصار، ولمسلم بالواو، ولفظه: "ثم مَسَحَ الشمال على اليمين، وظاهر كفيه ووجهه"، وللإسماعيلي ما هو أصرح من ذلك، ولفظه من طريق هارون الحمّال، عن أبي معاوية: "إنما يكفيك أن تضرب بيديك على الأرض، ثم تنفُضَهما، ثم تمسح بيمينك على شمالك، وشمالك على يمينك، ثم تمسح على وجهك". انتهى (٤).


= حيوان، وهما لحمتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين، وهما منبت زرع الولد. اهـ. "المصباح" ٢/ ٥٤٠.
(١) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٢/ ١٣٦ - ١٣٧ ببعض تصرّف.
(٢) "الإعلام" ٢/ ١٣٧.
(٣) "المفهم" ١/ ٦١٥.
(٤) "الفتح" ١/ ٥٤٤.