للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"عُرْوَةُ" بن الزبير، و"عائشة" تقدّما قبل باب.

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من سباعيّات المصنّف - رحمه الله -.

٢ - (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين إلى البهيّ، غير شيخه إبراهيم، فرازيّ.

٣ - (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض: خالد، عن البهيّ، عن عروة، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها - أنها (قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ) أي كلّ أوقاته، فـ"على" بمعنى "في"، و"الأحيان" بالفتح جمع حين، وهو الوقت، قال الفيّوميّ - رحمه الله -: "الحين": الزمان قَلَّ أو كَثُر، والجمع أحيان، قال الفرّاء: الحين حِينان: حينٌ لا يُوقَف على حدّه، والحين الذي في قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: ٢٥] ستة أشهر، قال أبو حاتم: وغَلِطَ كثيرٌ من العلماء، فجعلوا "حين" بمعنى "حيثُ"، والصواب أن يقال: "حيثُ" بالثاء المثلّثة ظرف مكان، و"حينٌ" بالنون ظرف زمان، فيقال: قُمتُ حيثُ قمتَ؛ أي في الموضع الذي قُمت فيه، واذهب حيثُ شِئتَ؛ أي إلى أيّ موضع شئتَ، وأما حين بالنون، فيقال: قمتُ حين قمتَ: أي في ذلك الوقت، ولا يقال: حيثُ خرج الحاجّ بالثاء المثلّثة.

وضابطه أن كلَّ موضع حَسُنَ فيه "أينَ"، و"أيٌّ" اختَصّ به حيثُ بالثاء، وكلُّ موضع حسُن فيه "إذا"، و"لَمّا" و"يومٌ"، و"وقت"، وشبهه اختَصَّ به "حينٌ " بالنون. انتهى (١).

قال النوويّ - رحمه الله -: هذا الحديث أصلٌ في جواز ذكر الله تعالى بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد وشبهها من الأذكار، وهذا جائز بإجماع المسلمين، وإنما اختلف العلماء في جواز قراءة القرآن للجنب والحائض، فالجمهور على


(١) "المصباح المنير" ١/ ١٦٠.