أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) يعني أن أبا غسّان اختصر الحديث، فانتهى عند قوله:"حيّ على الفلاح مرتين"، وأما إسحاق فأتمّه بذكر قوله:"الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي محذورة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٨٤٨](٣٧٩)، و (أبو داود) في "الصلاة"(٥٠٢)، و (الترمذيّ) فيه (١٩٢)، و (النسائيّ) فيها (٢/ ٤ - ٥)، و (ابن ماجه) في "الأذان"(٧٠٩)، و (أبو داود الطيالسيّ") في "مسنده" (١٣٥٤)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (١/ ٢٠٣)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ٤٠٩)، و (الدارميّ) في "سننه" (١/ ٢٧١)، و (ابن الجارود) في "المنتقى" (١٦٢)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (٣٧٧)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (١٦٨٠ و ١٦٨١ و ١٦٨٢)، و (الطحاويّ) في "معاني الآثار" (١/ ١٣٠ و ١٣٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١/ ٤١٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٩٦٤ و ٩٦٥)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٨٣٥)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٤٠٧)، و (الدارقطنيّ) في "سننه" (١/ ٢٣٣)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان صفة الأذان، وهو المذكور في هذا الحديث، وقد سبق أنه وقع في أكثر نُسَخ "صحيح مسلم" بتثنية التكبير في أوله، ووقع في بعضها بالتربيع، وكذلك اختُلف في حديث عبد الله بن زيد بالتثنية والتربيع، والمشهور فيه التربيع.
وقد سبق أيضًا أن الأرجح جواز كلّ ذلك، لصحّة نقله، فمن شاء ربّع، وهو الأقوى رواية، ومن شاء ثنّى، وكذلك الإقامة، من شاء أفرد، ومن شاء ثنّى، إلا "قد قامت الصلاة"، فإنها تُثنَّى دائمًا.
٢ - (ومنها): مشروعيّة الترجيع في الأذان، وفيه خلاف سيأتي بيانه في المسألة التالية - إن شاء الله تعالى -.