للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكذا زيادة "حيّ على خير العمل"؛ لأنه لم يثبت عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال النوويّ: وروى البيهقيّ فيه شيئًا موقوفًا على ابن عمر، وعليّ بن الحسن - رضي الله عنهم -. قال البيهقيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: لم تثبت هذه اللفظة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فنحن نكره الزيادة في الأذان. انتهى (١).

وخلاصة القول: إن التثويب بـ "الصلاة خيرٌ من النوم" سنّةٌ ثابتةٌ في أذان الفجر، وما عدا ذلك من أنواع التثويبات، وكذا قولُ "حيّ على خير العمل" فمما لا أصل له فيما صحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فينبغي الحذَر، والتحذير منه، والإنكار على من يفعله، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الثامنة): في بيان أغلاط المؤذّنين:

(اعلم): أنه يجب الاحتراز عن الأغلاط التي يرتكبها معظم المؤذّنين، وهي كثيرة:

[أولها]: مدّ الهمزة من "أشهد"، فيخرج إلى الاستفهام.

[ثانيها]: مدّ الباء من "أكبر"، فينقلب المعنى إلى جمع كَبَر، وهو الطبل.

[ثالثها]: الوقف على "إله"، ويبتدئ بـ "إلا الله"، قال ابن الملقّن: فهو كفر، وفيه نظر.

[رابعها]: إدغام الدال من "محمد" - صلى الله عليه وسلم - في الراء من "رسول الله"، وهو لحن خفيّ عند القرّاء.

[خامسها]: ترك النطق بالهاء من "الصلاة"؛ لأنه يصير دعاء إلى النار.

[سادسها]: أن يُبدل هاء "الصلاة" حاء.

نبّه على هذه الأخطاء العلامة ابن الملقّن - رَحِمَهُ اللهُ - في "الإعلام" (٢)، وزاد غير هذا تركته؛ إذ لم يُعجبني، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.


(١) راجع: "السنن الكبرى" للبيهقيّ ١/ ٤٢٤ - ٤٢٥.
(٢) راجع: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٢/ ٤٢٩ - ٤٣٠.