للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (ومنها): أن صحابيّه ابن صحابيّ -رضي اللَّه عنهما-، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العبادلة الأربعة الفقهاء، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ حَيْوَةَ) بن شُرَيح (وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ) اسمه مِقْلاص (وَغَيْرِهِمَا) هو ابن لهيعة، وإنما أبهمه لضعفه، وهكذا يصنع البخاريّ، والنسائيّ يقرنانه بغيره، ويُبهمانه مثله، وقد جاء منصوصًا عليه عند أبي داود في "سننه"، حيث أخرجه بسند المصنّف، ولفظه (٥٢٣): حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا ابن وهب، عن ابن لَهِيعة، وحَيْوَة، وسعيد بن أبي أيوب، عن كعب بن علقمة. . . إلخ.

(عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ) مولى نافع بن عمرو القرشيّ، قال الحافظ المزيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "تهذيب الكمال": وقد خلط بعضهم ترجمة عبد الرحمن بن جُبير هذا بترجمة عبد الرحمن بن جُبير بن نُفَير، والصواب التفريق بينهما، كما ذكرنا. انتهى (١). وقال الترمذيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قال محمد -يعني البخاريّ-: عبد الرحمن بن جبير هذا قُرَشيّ مصريّ مدنيّ، وعبد الرحمن بن جبير بن نُفير شاميّ. انتهى (٢).

(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) ووقع في بعض النسخ: "ابن العاصي" بالياء، وهو الغالب في الاستعمال، وإن كان الأول هو الذي اشتهر على الألسنة، وتقدّم البحث في هذا مستوفًى.

(أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ) أي صوته، أو أذانه (فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ) وتقدّم قريبًا أن الراجح أنه مقيّد بما عدا الحيعلتين، فإنه يقول عندهما: "لا حول ولا قوّة إلا باللَّه"؛ جمعًا بين الأحاديث.

وأما ما استحسنه بعضهم من استثناء "الصلاة خير من النوم فيقول بدله: "صدَقت وبررت، وبالحقّ نطقت وكذا يقول في الإقامة عند قوله: "قد قامت الصلاة": "أقامها اللَّه، وأدامها"، فمما لا يصحّ له دليلٌ يُعتمد عليه، بل


(١) "تهذيب الكمال" ١٧/ ٣٣.
(٢) راجع: "الجامع" للترمذيّ رقم (٣٥٤٧).