للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبو عَمْرو المدنيّ، وُلد في حياة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأمه جَمِيلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، ثقة [٢].

رَوَى عن أبيه، وعنه ابناه: حفصُ وعبيدُ اللَّه، وعروة بن الزبير، قال الزبير: كان من أحسن الناس خُلُقًا، وكان عبد اللَّه بن عمر يقول: أنا وأخي عاصم لا نُسابُّ الناسَ، قال: وكان عمر طَلَّق أمه، فتزوجها يزيد بن جارية، فولدت له ابنه عبد الرحمن، فرَكِبَ عمر إلى قباء، فوجد ابنه عاصمًا يَلْعَب مع الصبيان، فحمله بين يديه، فأدركته جدته الشَّمُوس بنت أبي عامر، فنازعته إيّاه حتى انتهى إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: خَلِّ بينها وبينه، فما راجعه وأسلمه لها، رَوَى ذلك غير واحد من علمائنا.

قال: ورَوَى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عاصم، قال: زَوَّجني أبي، فأنفق عليّ شهرًا، ثم أرسل إليّ بعدما صلَّى الظهر، فدخلتُ عليه، فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إني كنت أرى هذا المال يحلّ لي، وهو أمانةٌ عندي إلا بحقّه، وما كان قطّ أحرم عليّ منه حين وَلِيتُهُ، فعاد أمانتي، وقد أنفقت عليك شهرًا من مال اللَّه، ولستُ زائدك عليه، وقد أعنتك بثُمُن مالي، فبِعْهُ، ثم قُم في السوق إلى جنب رجل من قومك، فإذا صفق بسلعة، فاستشركه، ثم بع وكُلْ، وأنفق على أهلك.

وقال السريّ بن يحيى، عن محمد بن سيرين، قال: قال فلانٌ، وسَمَّى رجلًا: ما رأيت رجلًا من الناس إلا لا بُدَّ أن يَتَكَلَّم ببعض ما لا يريد غير عاصم بن عمر.

قال ابن حبان: مات بالرَّبَذَة، وقال الواقديّ: تُوُفّي سنة سبعين، وكذا قال علي ابن المديني، وأَرَّخه مُطَيَّن سنة (٧٣)، وذكره جماعة ممن أَلَّف في الصحابة، وفي "تاريخ البخاري" خاصمت أمه أباه فيه إلى أبي بكر، وله ثمان سنين، وقال ابن الْبَرْقيّ: وُلِد في حياة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم يَرْوِ عنه شيئًا، وقال أبو أحمد العسكريّ وغيره: وُلد في السنة السادسة من الهجرة، وذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب" أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مات وله سنتان (١).


(١) "تهذيب الكمال" ١٣/ ٥٢٠ - ٥٢٧، و"تهذيب التهذيب" ٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨.