أخرج له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا (٣٨٥)، وحديث (١١٠٠): "إذا أقبل الليل، وأدبر النهار، وغابت الشمس، فقد أفطر الصائم".
٨ - (جَدُّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ) بن نُفيل بن عبد العزَّى بن رِيَاح بن عبد اللَّه بن قُرْط بن رَزَاح القرشيّ الْعَدويّ، أَمير المؤمنين، جمّ المناقب، استُشهد -رضي اللَّه عنه- في ذي الحجة سنة (٢٣)، وولي الخلافة عشر سنين ونصفًا (ع) تقدم في "المقدمة" ٣/ ٩.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من ثمانيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وفيه التحديث، والعنعنة من صيغ الأداء.
٢ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين من إسماعيل، وشيخه مروزيّ، وأبو جعفر بصريّ، خراسانيّ الأصل.
٣ - (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض: خبيب، عن حفص، عن أبيه.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية الابن، عن أبيه، عن جدّه، واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: قال الدارقطنيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "كتاب الاستدراك": هذا الحديث رواه الدَّرَاوَرْديّ وغيره مرسلًا، وقال الدارقطنيّ أيضًا في "كتاب العلل": هو حديث متصلٌ، وصله إسماعيل بن جعفر، وهو ثقةٌ حافظٌ، وزيادته مقبولةٌ، وقد رواه البخاريّ ومسلم في "الصحيحين"، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهذا الذي قاله الدارقطنيّ في "كتاب العلل" هو الصواب، فالحديث صحيحٌ، وزيادة الثقة مقبولةٌ، وقد سَبَق مثال هذا في الشرح. انتهى (١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: قول النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وزيادة الثقة مقبولةٌ، قد أسلفنا أن هذا المذهب سلكه النوويّ، وقبله ابن حبّان، وابن حزم، وغيرهما، وهو مذهب غير مرضيّ على إطلاقه، بل زيادة الثقة إنما تُقبل حسب القرائن التي تحتفّ بها، ولذا ترى الدارقطنِيّ يقرّر في حديث أن زيادة الثقة مقبولة