للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ) أي بإسناد الزهريّ السابق، وهو عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.

وقوله: (وَزَادَ: فَصَاعِدًا) يعني أن معمرًا زاد في روايته لهذا الحديث في آخره لفظة "فصاعدًا"، أي قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدًا".

مسائل تتعلّق بهذه الزيادة:

أعني قوله: "فصاعدًا".

(المسألة الأولى): رواية معمر هذه أخرجها الحافظ أبو عوانة -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مسنده" (١/ ٤٥٠)، فقال:

(١٦٦٥) حدّثنا الدّبَريّ، عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا صلاةَ لمن لم يقرأ بأمّ القرآن فصاعدًا". انتهى.

(المسألة الثانية): في الكلام على هذه الزيادة:

(اعلم): أن هذه الزيادة صحيحة، أخرجها المصنّف هنا بهذا السند، وأخرجها النسائيّ عن سُويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن معمر به، وأبو داود عن قتيبة، وأحمد بن عمرو بن السرح، كلاهما عن ابن عيينة، عن الزهريّ به، وأحمد في "مسنده" (٥/ ٣٢٢)، والبيهقيّ في "الكبرى" (٢/ ٣٧٤)، والبغويّ في "شرح السنة" (٥٧٦ و ٥٧٧).

وقد ادّعى ابن حبّان في "صحيحه" (١) أنه تفرّد بها معمر، عن الزهريّ، دون أصحابه.

ورُدّ عليه: بأن سفيان بن عيينة تابعه عليها، كما مرّ آنفًا من رواية أبي داود.

والحاصل أن هذه الزيادة صحيحة، كما أثبتها المصنّف هنا، وأما محاولة صاحب "المرعاة" في تضعيفها، وطوّل في ذلك نفسه، فمما لا يُلتفت إليه، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.


(١) راجع: "الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبّان" ٥/ ٨٧.