للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكذا يأتي له في مواضع في الأصول، فلولم يثبت عنده أنه سمع منه لما أخرج له في الأصول.

ووقع أيضًا تصريحه بالسماع عند النسائيّ في "المجتبى" (٢/ ١٩٤) قال: أخبرنا سُويد بن نصر، أنبأنا عبد اللَّه بن المبارك، عن قيس بن سُليم العنبريّ، حدثني علقمة بن وائل، حدّثني أبي، قال: "صلّيت خلف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . ." الحديث، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه أيضًا البخاريّ في "جزء رفع اليدين" قال: حدّثنا أبو نُعيم الفضل بن دُكين، أنبأنا قيس بن سُليم العنبريّ، قال: "سمعت علقمة بن وائل بن حُجر، حدّثني أبي. . ." الحديث.

والحاصل أن الصحيح سماع علقمة من أبيه، ولم ينف سماعه منه إلا ابن معين فيما أظنّ كما قاله في "الميزان" (٣/ ١٠٨)، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، وَمَوْلًى لَهُمْ) لا يُعرف، كما نبّه عليه صاحب التنبيه" (١)، ولكن لا يضرّ إبهامه؛ لأنه متابع لعلقمة، فتنبّه. (أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ عَنْ أَبِيهِ) الضمير لعبد الجبّار، ويحتمل أن يكون لعلقمة، والأول أوضح (وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ) -بضمّ، فسكون- (أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَفَعَ يَدَيْهِ) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل؛ لأن "رأى" هنا بصريّة، فتتعدّى إلى مفعول واحد (حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ) الظرف متعلّق بـ "رَفَع وقوله: (كَبَّرَ) جملةٌ حاليّة إما من فاعل "رأى"، فتكون من الأحوال المترادفة، أو من فاعل "رَفَعَ"، فتكون من الأحوال المتداخلة.

(وَصَفَ هَمَّامٌ) أي ابن يحيى الراوي عن محمد بن جُحادة (حِيَالَ أُذُنَيْهِ) بكسر الحاء المهملة: أي قُبالتهما، ويقال: قعد حِيَاله، وبحيَاله: أي بإزائه (٢).

فقوله: "وصف همام" من كلام عفّان بن مسلم أدخله بين المتعاطفين


(١) "تنبيه المعلم" ص ١٢٢.
(٢) راجع: "القاموس المحيط" ٣/ ٣٦٤.