للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسهمًا لأمته، وسهمًا للملائكة، وسهمًا لصالحي الجنّ بقوله: "السلام علينا، وعلى عباد اللَّه الصالحين"؛ لأنه يعمّهم.

وقال الشيخ عزّ الدين في "مقاصد الصلاة": بدأ أوّلًا بالثناء على اللَّه؛ لأنه الأهمّ المقدّم، ثم بالسلام على النبيّ؛ لأنه الأهمّ بعد الثناء على اللَّه، ثم ثلّث بنفسه؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ابدأ بنفسك"، ثم ختم بعباده الصالحين، وهذا قول نوح عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية [نوح: ٢٨]، فبدأ بالثناء على اللَّه بالربوبيّة، ثم بالمغفرة لنفسه، ثم لوالديه، ثم للمؤمنين من معارفه، ثم لسائر المؤمنين والمؤمنات، ثم اعترف بأنه لا معبود بحقّ إلا اللَّه؛ تحقيقًا للإيمان، ثم بالرسالة؛ تحقيقًا للإسلام. انتهى (١).

(أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) زاد ابن أبي شيبة، من رواية أبي عُبيدة، عن أبيه: "وحده لا شريك له"، لكن سنده ضعيف، لكن ثبتت هذه الزيادة في حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي اللَّه عنه-، عند مسلم، وفي حديث عائشة الموقوف في "الموطأ"، وفي حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- عند الدارقطنيّ إلا أن سنده ضعيف، وقد رَوَى أبو داود من وجه آخر صحيح، عن ابن عمر، في التشهد: "أشهد أن لا إله إلا اللَّه"، قال ابن عمر: زدت فيها: "وحده لا شريك له"، وهذا ظاهره الوقف، قاله في "الفتح".

قال الجامع عفا اللَّه عنه: قوله: "لكن ثبتت هذه الزيادة في حديث أبي موسى عند مسلم" هكذا قال، وهو غير صحيح؛ لأن حديث أبي موسى عند مسلم ليست فيه هذه الزيادة، وإنما هي في رواية النسائيّ في "المجتبى" برقم (١١٧٣)، فتنبّه.

وقال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ-: إنما أتى بلفظ الشهادة دون لفظ العلم واليقين؛ لأنه أفضل وأبلغ في معنى العلم واليقين، وأظهر من حيث إنه شهود، وهو مستعملٌ في ظواهر الأشياء وبواطنها، بخلاف العلم واليقين، فإنهما يُستعملان في البواطن غالبًا دون الظواهر، ولهذا قال الفقهاء: لا يصحّ أداء الشهادة عند الحاكم بلفظ دون الشهادة، فلو قال: أعلم، أو أُوقِنُ بكذا لم يصحّ. انتهى (٢).


(١) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٣/ ٤٣٥ - ٤٣٦.
(٢) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٣/ ٤٣٦.