حُميد) في "مسنده"(٢٣٤)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٧١١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١٩٥٨ و ١٩٥٩)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(١٧/ ٦٩٦ و ٦٩٨)، و (الدارقطنيّ) في "سننه"(١/ ٣٥٤ - ٣٥٥)، و (الحاكم) في "المستدرك"(١/ ٢٦٨)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٢/ ١٤٦)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٦٨٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(١٩٦٦)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٩٠٠)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان الأمر بالصلاة على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
٢ - (ومنها): بيان ما كان عليه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من التواضع، ومكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، حيث كان يزور أصحابه في مجالسهم؛ إكرامًا وتأنيسًا لهم.
٣ - (ومنها): أنه ينبغي للإمام أن يخصّ رؤساء القوم وسادتهم بالزيارة في مجالسهم تأنيسًا لهم، واستجلابًا لمودّتهم، وتنويهًا بشرفهم لدى أتباعهم حتى يزدادوا لهم تعظيمًا وطاعةً.
٤ - (ومنها): بيان ما كان عليه الصحابة -رضي اللَّه عنهم- من العناية بالسؤال عن مهمّات الدين، ومُعضِلات المسائل الشرعيّة، حتى يعملوا بمقتضى ما يُجيبهم به النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا يُقدمون على العمل بأنفسهم؛ أمتثالًا لقوله -عزَّ وجلَّ-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية [الحجرات: ١].
٥ - (ومنها): بيان ما كان عليه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من التأدّب مع مولاه عند توجيه السؤال في توضيح معنى آية من كتاب اللَّه تعالى، فينظر الوحي، حتى يُجيب على ضوئه، فكان كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣ - ٤]، ولا ينافى هذا ما قدّمنا من ترجيح جواز الاجتهاد له -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأن اجتهاده نوع من الوحي؛ إذ لا يقَرّ على الخطأ، بل ينزل عليه الوحي، فيبيّن له الخطأ، بخلاف غيره من المجتهدين، فإنهم يبقون على خطئهم، واللَّه تعالى أعلم.
٦ - (ومنها): أنه استُدلّ به على تعيُّن هذا اللفظ الذي علّمه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأصحابه في امتثال الأمر، فلا تبرأ الذمّة إلا به، فلو حلف إنسان على أن يصلّي عليه