للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كما أمره اللَّه تعالى لا يبرّ في يمينه إلا أن يُصلي باللفظ الذي صحّ تعليمه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأصحابه، فتنبّه.

٧ - (ومنها): أن هذه الصيغة، وما أشبهها مما صحّ عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- هي أفضل الصيغ في الصلاة عليه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأكملها؛ لأنه لا يختار لنفسه إلا الأكمل والأشرف، فلو حلف شخص أن يصلي عليه بأفضل الصلاة، فطريق البرّ أن يأتي بها على أصحّ أقوال العلماء في ذلك.

قال الشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في كتابه الممتع "صفة صلاة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-": وقد استدل بذلك -أي بتعليمه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الكيفيّة لأصحابه لَمّا سألوه- على أنها أفضل الكيفيات في الصلاة عليه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنه لا يختار لهم -ولا لنفسه- إلا الأشرف والأفضل، ومن ثَمّ صَوَّب النوويّ في "الروضة": أنه لو حَلَف ليصلينّ عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- أفضل الصلاة لم يَبَرّ إلا بتلك الكيفية، ووجّه السبكيّ بأنه مَن أتى بها، فقد صلى على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بيقين، وكلُّ من جاء بلفظ غيرها، فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شكّ؛ لأنهم قالوا: كيف نصلي عليك؟ فقال: "قولوا:. . . "، فجعل الصلاة عليه منهم هي قولهم كذا. انتهى. وذكره الهيتمي في "الدر المنضود" (ق ٢٥/ ٢) ثم ذكر (ق ٢٧/ ١) أن المقصود يحصل بكل من هذه الكيفيات التي جاءت في الأحاديث الصحيحة. انتهى (١).

٨ - (ومنها): ما قيل: إن الواو لا تقتضي الترتيب؛ لأن صيغة الأمر وردت بالصلاة والتسليم بالواو في قوله -عزَّ وجلَّ-: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وقد تقدّم تعليم السلام قبل الصلاة، كما قالوا: "عَلِمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ ".

٩ - (ومنها): أن فيه الرّدّ على ما نُقل عن النخعيّ أنه يجزئ في امتثال الأمر بالصلاة قوله: "السلام عليك أيها النبيّ ورحمة اللَّه وبركاته" في التشهّد؛ لأنه لو كان كما قال لأرشدهم النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ذلك، ولَمَا عَدَل إلى تعليمهم كيفيّةً أخرى.

١٠ - (ومنها): أن فيه دليلًا على عدم كراهة إفراد الصلاة عن السلام،


(١) راجع: "صفة صلاة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-" للشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (ص ١٧٢).