للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك، كلما ذكر؛ لأنا نقول: لو كان ذلك راجحًا لجاء عن الصحابة، ثم عن التابعين، ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة، ولا التابعين لهم، قال ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك، وهذا الإمام الشافعي -أعلى اللَّه درجته، وهو من أكثر الناس تعظيمًا للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه: "اللهم صل على محمد" إلى آخر ما أداه إليه اجتهاده، وهو قوله: "كلما ذكره الذاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون"، وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه: "سبحان اللَّه عدد خلقه"، فقد ثبت أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لأم المؤمنين -ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته-: "لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن"، فذكر ذلك، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- يعجبه الجوامع من الدعاء.

وقد عَقَد القاضي عياض بابًا في صفة الصلاة على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في كتاب "الشفاء"، ونقل فيها آثارًا مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين، ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ: "سيدنا".

منها: حديث عليّ -رضي اللَّه عنه- أنه كان يعلمهم كيفية الصلاة على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فيقول: "اللهم داحي المدحُوّات، وباري المسموكات، اجعل سوابق صلواتك، ونوامي بركاتك، وزائد تحيتك، على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق".

وعن عليّ -رضي اللَّه عنه- أنه كان يقول: "صلوات اللَّه البر الرحيم، والملائكة المقربين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وما سبّح لك من شيء يا رب العالمين، على محمد بن عبد اللَّه خاتم النبيين، وإمام المتقين. . . " الحديث.

وعن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- أنه كان يقول: "اللهم اجعل صلواتك، وبركاتك، ورحمتك على محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، ورسول الرحمة. . . " الحديث.

وعن الحسن البصريّ أنه كان يقول: من أراد أن يشرب بالكأس الأروى من حوض المصطفى، فليقل: "اللهم صل على محمد، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأولاده وذريته، وأهل بيته وأصهاره وأنصاره وأشياعه ومحبيه".

قال الشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فهذا ما أوثره من "الشفاء" مما يتعلق بهيئة