للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والظاهر أنه لم يَطَّلِع على المراجعة المتقدمة، وفَهِم من الأمر له بذلك تفويضَ الأمر له في ذلك، سواء باشر بنفسه، أو استَخْلَف (١).

وقال القرطبيّ: ويستفاد منه أن للمستَخلَف في الصلاة أن يَستَخْلِف، ولا يتوقفُ على إذن خاصّ له بذلك. انتهى (٢).

(قَالَ) الراوي، والظاهر أنه عبيد اللَّه أي ناقلًا عن عائشة (فَقَالَ عُمَرُ) -رضي اللَّه عنه- (أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ) أي بأن تصلّي بالناس؛ لأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إياك به (قَالَتْ) عائشة -رضي اللَّه عنها- (فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ) أي أيام مرض النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وانقطاعه عن المسجد.

واستُدلّ به على أن استخلاف الإمام الراتب إذا اشتكى أولى من صلاته بهم قاعدًا؛ لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- استَخْلَف أبا بكر -رضي اللَّه عنه-، ولم يُصلّ بهم قاعدًا غير مرّة واحدة، قاله في "الفتح" (٣).

(ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً) أي خفّة المرض عنه (فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ) وسيأتي في رواية الأسود، عن عائشة: "فقام يُهادَى بين رجلين" (أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ) بن عبد المطّلب عم النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المتوفّى سنة (٣٢)، أو بعدها، وهو ابن (٨٨) سنة، وقد تقدّمت ترجمته في "كتاب الإيمان" ١٣/ ١٥٩، والرجل الآخر هو علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، كما يأتي قريبًا.

وقال في "الفتح" ما حاصله: وقع في رواية عاصم، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة: "فخَرَج بين بريرة ونُوبة"، قال: ويُجمَع -كما قال النوويّ- بأنه خرج من البيت إلى المسجد بين هذين، ومن ثَمّ إلى مقام الصلاة بين العباس وعليّ، أو يُحْمَل على التعدد، ويدل عليه ما في رواية الدارقطنيّ أنه خرج بين أُسامة بن زيد والفضل بن العباس، وأما ما في


(١) "الفتح" ٢/ ١٨١.
(٢) "المفهم" ٢/ ٥٠.
(٣) ٢/ ٤٠٢.