للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آنفًا، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- على بعض الأقوال، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ) -رضي اللَّه عنهما-، وفي رواية النسائيّ من طريق سفيان، عن أبي حازم: "سمعتُ سهلًا" (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ) بن مالك بن الأوس، والأوس أحد قبيلتي الأنصار، وهما: الأوس والخزرج، وبنو عمرو بن عوف بطن كبير من الأوس، فيه عِدّةُ أَحياء، كانت منازلهم بقباء، منهم بنو أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وبنو ضُبيعة بن زيد، وبنو ثعلبة بن عمرو بن عوف (١).

(لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ) أي إن سبب ذهابه -صلى اللَّه عليه وسلم- إليهم لأجل أن يُصلح ما وقع بينهم من العداوة، ففي رواية النسائيّ، "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء"، وفي رواية سفيان، عن أبي حازم: "وقع بين حيين من الأنصار كلام"، وفي رواية للبخاريّ في "كتاب الصلح" من طريق محمد بن جعفر، عن أبي حازم: "أن أهل قباء اقتتلوا، حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك، فقال: اذهبوا بنا نُصلِح بينهم".

وله فيه من رواية أبي غَسّان، عن أبي حازم: "فخرج في أناس من أصحابه"، وسَمَّى الطبرانيّ منهم، من طريق موسى بن محمد، عن أبي حازم: أُبَيَّ بنَ كعب، وسهيلَ بنَ بيضاء، وللبخاريّ في "كتاب الأحكام" من طريق حماد بن زيد، عن أبي حازم: أن توجهه كان بعد أَنْ صلّى الظهر، وللطبرانيّ من طريق عُمَر بن عليّ، عن أبي حازم: "أن الخبر جاء بذلك، وقد أَذَّنَ بلال لصلاة الظهر".

(فَحَانَتِ الصَّلَاةُ) أي قرب وقت الصلاة، والمراد بها العصر، فقد صُرِّح به عند البخاريّ في "كتاب الأحكام"، ولفظه: "فلما حضرت صلاة العصر أَذَّنَ وأقام، وأمر أبا بكر، فتقدَّم"، ولم يسم فاعل ذلك، وقد أخرجه أحمد، وأبو


(١) "الفتح" ٢/ ١٩٧.