للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَاحْتَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ أَتْي الْعَسْكَرِ

وأتا يأتو أَتْوًا لغةٌ، قاله الفيّوميّ (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: المناسب هنا المتعدّي؛ لأنه عَمِلَ في ضمير المثنّى، فتنبّه.

والمراد لأتوا المحلّ الذي يُصلَّيان فيه جماعةً، وهو المسجد، وإنما خُصّتا بهذا؛ لأنهما في وقت النوم والغفلة، والكسل عن العبادة، فحُثَّ عليهما؛ لكونهما مظنّة التفويت، أفاده القاري (٢).

(وَلَوْ حَبْوًا") أي ولو كانوا حابين، من حَبَى الصبيّ: إذا مَشَى على أربع، قاله صاحب "المجمل ويقال: إذا مشى على يديه، أو ركبتيه، أو اسْتِهِ.

أي يزحفون إذا منعهم مانع من المشي كما يَزْحف الصغير، ولابن أبي شيبة من حديث أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه-: "ولو حَبْوًا على المرافق والرُّكَب"، قاله في "الفتح" (٣)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢٩/ ٩٨٦] (٤٣٧)، و (البخاريّ) في "الأذان" (٦١٥ و ٦٥٤ و ٧٢١) و"الشهادات" (٢٦٨٩)، و (الترمذيّ) في "الصلاة" (٢٢٥ و ٢٢٦)، و (النسائيّ) فيها (١/ ٢٦٩ و ٢/ ٢٣)، و (مالك) في "الموطّأ" (١/ ٦٧)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٢٠٠٧)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٣٦ و ٢٧٨ و ٣٠٣ و ٣٧٤ و ٣٧٥ و ٥٣٣)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (٣٩١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (١٦٥٩ و ٢١٥٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١/ ٤٢٨ و ١٠/ ٢٨٨)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٣٨٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٩٧٠ و ١٣٦٧)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٩٧٣)، واللَّه تعالى أعلم.


(١) "المصباح المنير" ١/ ٣ - ٤.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ٢/ ٣٢٣.
(٣) ٢/ ١٦٦.