١ - (شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ) الْحَبَطيّ الأُبُلّيّ، صدوق يَهِمُ، ورُمي بالقدر، من صغار [٩](ت ٦ أو ٢٣٥) عن بضع وتسعين سنة (م د س) تقدم في "الإيمان" ١٢/ ١٥٧.
"وأبو بشر" هو: ابن أبي وَحْشيّة، جعفر بن إياس، تقدّم قبل باب، والباقون تقدّموا في الباب الماضي، وكذا لطائف الإسناد.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) -رضي اللَّه عنهما- أنه (قَالَ: مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى الْجِنِّ، وَمَا رَآهُمُ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: في وجه الجمع بين هذا وبين ما يأتي عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ عليهم القرآن: هما قضيّتان.
فحديث ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- أول الأمر، وأول النبوة، حين أَتَوا فسمعوا قراءة {قُلْ أُوحِيَ}، واختَلَف المفسرون، هل علم النبيّ -صلي اللَّه عليه وسلم- استماعهم حال استماعهم بوحي أُوحي إليه، أم لم يعلم بهم إلا بعد ذلك؟.
وأما حديث ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- فقضية أخرى، جَرَت بعد ذلك بزمان، اللَّه أعلم بقدره، وكان بعد اشتهار الإسلام. انتهى (١).
[تنبيه]: أخرج البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- حديث ابن عبّاس هذا، لكنه اقتصر على قوله:"انطَلَق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . إلخ"، فقال في "الفتح": قوله: "انطلق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-"، كذا اختصره البخاريّ هنا، وفي "صفة الصلاة"، وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" عن الطبرانيّ، عن معاذ بن المثنى، عن مسدد شيخ البخاريّ فيه، فزاد في أوله:"ما قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الجنّ، ولا رآهم، انطلق. . . إلخ"، وهكذا أخرجه مسلم عن شيبان بن فَرُّوخ، عن أبي عوانة بالسند الذي أخرجه به البخاريّ، فكأنّ البخاريّ حذف هذه اللفظة عمدًا؛ لأن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- أثبت أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ على الجنّ، فكان ذلك مقدَّمًا على نفي ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، وقد أشار إلى ذلك مسلم، فأخرج عقب حديثِ ابن عباس هذا حديثَ ابنِ مسعود -رضي اللَّه عنه-، عن النبيّ -صلي اللَّه عليه وسلم- قال: "أتاني داعي الجنّ، فانطلقتُ