للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معه، فقرأت عليه القرآن"، ويمكن الجمع بالتعدد، كما سيأتي. انتهى (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: حمله على التعدّد أولى، كما سبق عن النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(انْطَلَقَ) أي ذهب (رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي طَائِفَةٍ) قال في "العمدة": ذكره الجوهريّ في باب "طَوَفَ وقال: الطائفة من الشيء قطعة منه، وقوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: ٢] قال ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: الواحد فما فوقه، وقال مجاهد: الطائفة: الرجل الواحد إلى الألف، وقال عطاء: أقلها رجلان. انتهى (٢).

وقال في "المصباح": الطائفة: الفرقة من الناس، والطائفة: القطعة من الشيء، والطائفة من الناس: الجماعة، وأقلّها ثلاثةٌ، وربّما أُطلقت على الواحد والاثنين. انتهى (٣).

وقوله: (مِنْ أَصْحَابِهِ) بيان لـ "طائفة"، قال في "الفتح": ذكر ابن إسحاق، وابن سعد أن ذلك كان في ذي القعدة سنة عشر من المبعث لَمّا خرج النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الطائف، ثم رجع منها، ويؤيده قوله في هذا الحديث: إن الجن رأوه يصلّي بأصحابه صلاة الفجر، والصلاة المفروضة إنما شُرِعت ليلة الإسراء، والإسراء كان على الراجح قبل الهجرة بسنتين، أو ثلاث، فتكون القصّة بعد الإسراء.

لكنه مشكل من جهة أخرى؛ لأن مُحَصَّل ما في "الصحيح"، كما في "بدء الخلق"، وما ذكره ابن إسحاق أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمّا خرج إلى الطائف، لم يكن معه من أصحابه إلا زيد بن حارثة، وهنا قال: إنه انطلق في طائفة من أصحابه، فلعلها كانت وِجْهةً أخرى، ويمكن الجمع بأنه لَمّا رجع لاقاه بعض أصحابه في أثناء الطريق، فرافقوه. انتهى (٤).

(عَامِدِينَ) أي قاصدين، يقال: عَمَدتُ للشيء عَمْدًا، من باب ضرب،


(١) "الفتح" ٨/ ٥٣٨ "كتاب التفسير" رقم (٤٩٢٠ - ٤٩٢١).
(٢) "عمدة القاري" ٦/ ٥٠ في "كتاب الصلاة" رقم (٧٧٣).
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٣٨١.
(٤) "الفتح" ٨/ ٥٣٨.