للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نخل، ووقع في رواية مسلم: "بنخل" بلا هاء، والصواب إثباتها. انتهى (١).

وقال في "العمدة": قوله: "وهو بنخلة" -بفتح النون، وسكون الخاء المعجمة- وهو موضع معروف ثمة، وبطن نخلة موضع بين مكة والطائف، وقال البكريّ: نخلة على لفظ الواحدة من النخل موضع على ليلة من مكة، وهي التي نسب إليها بطن نخلة، وهي التي ورد الحديث فيها ليلة الجنّ، وهو غير منصرف؛ للعلمية والتأنيث. انتهى.

(عَامِدِينَ) منصوب على الحال، وإنما جُمِع وإن كان ذو الحال واحدًا باعتبار أن أصحابه معه، كما يقال: جاء السلطان، والمراد هو وأتباعه، أو جُمِع تعظيمًا له (٢).

(إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ) متعلّق بـ "عامدين" (وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ) جملة في محلّ نصب على الحال، فيكون مع ما قبله مترادفين، أَو متداخلين.

قال في "الفتح": قوله: "وهو يصلّي بأصحابه. . . إلخ"، لم يُخْتَلف على ابن عباس في ذلك، ووقع في رواية عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال الزبير، أو ابن الزبير: كان ذلك بنخلة، والنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ في العشاء، وأخرجه ابن أبي شيبة، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، قال: قال الزبير، فذكره، وزاد: "فقرأ: {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: ١٩] "، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم، وهذا منقطع، والأول أصح. انتهى (٣).

(فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ، اسْتَمَعُوا لَهُ) أي قصدوا لسماع القرآن، وأصغوا إليه، قال في "العمدة": والفرق بين السماع والاستماع، أن باب الافتعال لا بُدّ فيه من التصرف، فالاستماع تصرُّفٌ بالقصد، والإصغاءِ إليه، والسماع أعمّ منه. انتهى (٤).

(وَقَالُوا) أي الجنّ الذين سمعوا القرآن واستمعوا له (هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ) وفي رواية البخاريّ: "فهُنالك رجعوا إلى قومهم" (فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}) أي بديعًا مبيّنًا لسائر


(١) "الفتح" ٨/ ٥٤٢.
(٢) "عمدة القاري" ٦/ ٥٣.
(٣) "الفتح" ٨/ ٥٤٢ - ٥٤٣.
(٤) "عمدة القاري" ٦/ ٥٣.