للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولعله لكونه حافظًا لم يعتبروه شاذًّا، فلم ينبّه عليه، ولا النسائيّ، مع أنه كثير التنبيه في مثل هذا، واللَّه تعالى أعلم.

(عَنْ أَبِي قَتَادَةَ) الأنصاريّ -رضي اللَّه عنه-، ووقع في رواية الْجَوْزقيّ، من طريق عبيد اللَّه بن موسى، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير التصريح بالإخبار ليحيى من عبد اللَّه، ولعبد اللَّه من أبيه، وكذا للنسائي من رواية الأوزاعيّ، عن يحيى، لكن بلفظ التحديث فيهما، وكذا عنده من رواية أبي إسماعيل القنّاد، عن يحيى: حدّثني عبد اللَّه، فأُمِن بذلك تدليس يحيى، قاله في "الفتح" (١).

(قَالَ) أبو قتادة -رضي اللَّه عنه- (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) قال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "كان" تقتضي الدوام في الفعل، وقد سلف. انتهى (٢). (يُصَلِّي بِنَا) أي إمامًا للصحابة -رضي اللَّه عنهم- (فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ) بتحتانيّتين، تثنية الأولى، وكذلك الأخريان تثنية أخرى، وأما ما يشيع على الألسنة من الأُولة، وتثنيتها بالأولتين، فمرجوح في اللغة، كما نبّه عليه ابن دقيق العيد (٣)، والجارّ والمجرور بدل من الأول بدل اشتمال، كما تقول: أعجبتني الجارية حديثها، وقوله: (بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَسُورَتَيْنِ) متعلّق بـ "يقرأ"، والمراد أنه يقرأ في كل ركعة سورة كما سيأتي صريحًا في الروايات الآتية.

وسُمّيت السورة سورةً؛ لانفصالها عن أختها، وقيل: لشرفها وارتفاعها، كما يقال لما ارتفع من الأرض: سورة، وقيل: لأنها قطعة من القرآن، فعلى هذا يكون أصلها الهمز، ثم خُفّفت، وأُبدلت واوًا؛ لضمّ ما قبلها، وقيل: لتمامها وكمالها، من قولهم للناقة التامّة: سورة، قاله ابن الملقّن (٤)، وجمع السُّورة سُوَر بفتح الواو، مثل غُرْفة وغُرَف، ويجمع على سُورات بضمّ، فسكون، وسُوَرَات بضم، ففتح (٥).


(١) "الفتح" ٢/ ٢٨٥ "كتاب الأذان" رقم (٧٦٠).
(٢) "الإعلام" ٣/ ١٩٤.
(٣) "إحكام الأحكام" ٢/ ٣٩٤.
(٤) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٣/ ١٩٣.
(٥) راجع: "المصباح" ١/ ٢٩٥، و"الإعلام" ٣/ ١٩٣.