للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١ - (منها): بيان فضل السجود؛ لأنه أقرب أحوال العبد من اللَّه عزَّ وجلَّ.

٢ - (ومنها): الإشارة إلى أن أفضل أحوال العبد التواضع؛ إذ به القرب من اللَّه عزَّ وجلَّ.

٣ - (ومنها): الأمر بالإكثار من الدعاء في حال السجود؛ لكون العبد فيه أقرب من ربّه عزَّ وجلَّ، فيكون جديرًا بالإجابة، كما يشير إليه قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} الآية [البقرة: ١٨٦]، وقد تقدّم حديث ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما-، مرفوعًا: "وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يُستجاب لكم".

٤ - (ومنها): أن فيه حجةً لمن يقول: إن كثرة السجود أفضل من طول القيام، وسائر الأركان، وفيه خلاف، والراجح أن طول القيام أفضل؛ لقوّة حجته، وسيأتي تمام البحث فيه في المسألة التالية -إن شاء اللَّه تعالى- واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الرابعة): في اختلاف أهل العلم، هل السجود أفضل من القيام، أم العكس؟:

قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: في هذه المسألة ثلاثة مذاهب:

[أحدها]: أن تطويل السجود، وتكثير الركوع والسجود، أفضل، حكاه الترمذيّ، والبغويّ، عن جماعة، وممن قال بتفضيل تطويل السجود ابنُ عمر -رضي اللَّه عنهما-.

[والمذهب الثاني]: مذهب الشافعيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وجماعة، أن تطويل القيام أفضل؛ لحديث جابر -رضي اللَّه عنه- في "صحيح مسلم": أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أفضل الصلاة طول القنوت"، والمراد بالقنوت القيام، ولأن ذكر القيام القراءةُ، وذكر السجود التسبيح، والقراءة أفضل، ولأن المنقول عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يُطَوِّل القيام أكثر من تطويل السجود.

[والمذهب الثالث]: أنهما سواء، وتوقّف أحمد بن حنبل -رَحِمَهُ اللَّهُ- في المسألة، ولم يَقْضِ فيها بشيء، وقال إسحاق ابن راهويه: أما في النهار، فتكثير الركوع والسجود أفضل، وأما في الليل فتطويل القيام، إلا أن يكون