للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خير من ذلك، هو حرّ لوجه الله، فكان يُخيَّل إليَّ أنه كان ينوي قول الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢]. وعن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه أن ابن عمر كاتب غُلامًا له بأربعين ألفًا، فخرج إلى الكوفة، فكان يعمل على حمر له، حتى أبي خمسة عشر ألفًا، فجاءه إنسان، فقال: أمجنون أنت؟ أنت هاهنا تُعذّب نفسك، وابت عمر يشتري الرقيق يمينًا وشمالًا، ثم يُعتقهم، ارجع إليه، فقل: عجزتُ، فجاء إليه بصحيفة، فقال: يا أبا عبد الرَّحمن قد عجزتُ وهذه صحيفتي، فامحها، فقال: لا، ولكن امحها أنت إن شئت، فمحاها، ففاضت عينا عبد الله، وقال: اذهب فأنت حرّ، قال: أصلحك الله أحسن إلى ابنيّ، قال: هما حرّان، قال: أصلحك الله أحسن إلى أُمَّي ولَدَيَّ، قال: هما حرّتان (١).

وعن نافع قال: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتَّبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقلت: هذا مجنون. وعن مالك عمن حدَّثه أن ابن عمر كان لتبع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآثاره وحاله، ويهتمَّ به حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك. وعن عبد الله بن عمر، عن نافع أن ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلّ مكان صلى فيه، حتى إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نزل تحت شجرة، فإن ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصبّ، في أصلها الماء لكيلا تيبس (٢). وعن نافع قال: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان، أو زاد (٣). وعن مجاهد قال: قال ابن عمر: لقد أعطيت من الجماع شيئًا ما أعلم أحدًا أعطيه إلَّا أن يكون وسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعن سالم عن ابن عمر قال: إني لأظن قُسم لي منه ما لم يُقسم لأحد إلَّا للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: كان ابن عمر يُفطر أول شيء على الوطء.

ورُوِي عن ابن المسيب أنه شَهِدَ بدرًا.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا خطأ وغلطٌ؛ لأنه ثبت في "صحيح البخاري"، أنه قال: عُرِضت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد، وأنا ابن


(١) "سير أعلام النبلاء" ٣/ ٢١٦ - ٢١٨.
(٢) "سير أعلام النبلاء" ٣/ ٢١٣.
(٣) إسناده صحيح. "سير أعلام النبلاء" ٣/ ٢١٨ - ٢١٩ ـ