وصاحب "المطالع"، والحافظ عبد الغنيّ المقدسيّ المتأخّر: هُدْبة هو الاسم، وهَدّاب لقبٌ، وقال غيرهم: هَدّابٌ اسم، وهُدْبة لقبٌ، واختار الشيخ أبو عَمْرِو بن الصلاح هذا، وأنكر الأول، وقال أبو الفضل الفلكيّ الحافظ: إنه كان يَغضَبُ إذا قيل له: هُدْبة، وذكره البخاريّ في "تاريخه"، فقال: هدبة بن خالد، ولم يذكر هدّابًا، فظاهره أنه اختار أن هدبة هو الاسم، والبخاريّ أعرف من غيره، فإنه شيخه وشيخ مسلم رحمهم الله تعالى أجمعين، ذكره النوويّ رحمه الله تعالى، وهو بحثٌ نفيسٌ، والله تعالى أعلم.
٣ - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الجماعة، غير شيخه، فتفرد به هو، والبخاري، وأبو داود.
٤ - (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين، غير معاذ - رضي الله عنه -، فمدنيّ، ثم نزل الشام، ومات بها.
٥ - (ومنها): أن فيه رواية صحابيّ عن صحابيّ، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ) - رضي الله عنه - هذا ظاهرٌ في أنه من مسند معاذ - رضي الله عنه -، أخذه أنس عنه، قال في "الفتح": هكذا رواه هَمّام، عن قتادة، ومقتضاه التصريح بأنه من مسند معاذ - رضي الله عنه -، وخالفه هشام الدستوائيّ، عن قتادة، فقال:"عن أنس أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال - ومعاذٌ رَدِيُفُه على الرَّحْل -: "يا معاذ"، قال: وقد تقدم في أواخر "كتاب العلم"، ومقتضاه أنه من مسند أنس، والمعتمد الأول، ويؤيده أن البخاريّ أتبع رواية هشام رواية سليمان التيميّ، عن أنس، قال: ذُكِرَ لي أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ، فدَلَّ على أن أنسًا لَمْ يسمعه من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، واحتَمَلَ قوله: "ذُكِرَ" على البناء للمجهول أن يكون أنسٌ حمله عن معاذ بواسطة، أو بغير واسطة، قال: وقد أشرت في شرحه في "العلم" إلى احتمال أن يكون أنس حمله عن عمرو بن ميمون الأوديّ، عن معاذ، أو من
= هذا ممن جال الأقطار، وسمع الكثير من الشيوخ، وخرّج لهم التاريخ، وكان حافظًا ثقة، توفّي سنة (٤٤٩ هـ) بمرو الروذ "اللباب" ٢/ ٢٧٤ "المنتظم" ٩/ ١٢٥.