(المسألة الأولى): حديث ثوبان وأبي الدرداء -رضي اللَّه عنهما- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤٤/ ١٠٩٨](٤٨٨)، و (الترمذيّ) في "الصلاة"(٣٨٨ و ٣٨٩)، و (النسائيّ) فيها (٢/ ٢٢٨)، و (ابن ماجه) فيها (١٤٢٣)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(٤٨٤٦)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده"(٩٨٦)، و (أحمد) في "مسنده"(٥/ ٢٧٦ و ٢٨٥)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٣١٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١٧٣٥)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(١٨٥٨)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(١٠٨٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٢/ ٤٨٥)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٣٨٨)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل السجود، وأنه من أفضل الأعمال التي يُتقرّب بها إلى اللَّه عزّ وجلّ، تمحى بها الذنوب، وترفع بها الدرجات.
٢ - (ومنها): الحث على كثرة السجود، والترغيب فيه، والمراد به السجود في الصلاة.
٣ - (ومنها): أن فيه دليلًا لمن يقول: تكثير السجود أفضل من إطالة القيام، وقد تقدمت المسألة، والخلاف فيها في الباب الذي قبل هذا، وأن الأرجح قول من قال: إن تطويل القيام أفضل من كثرة السجود؛ لأن صيغة "أفعل" الدالّة على التفضيل إنما جاء في فضل القيام، لا في السجود، فقد قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أفضل الصلاة طول القنوت"، أي القيام، وهذا نصّ صريح في تفضيل طول القيام على كثرة السجود، فتبصر، واللَّه تعالى أعلم.
٤ - (ومنها): بيان ما كان عليه السلف من الحرص على السؤال عن أفضل الأعمال التي يتقرّبون بها إلى اللَّه تعالى، ويستوجبون بها رضاه ومحبّته، والدار الآخرة؛ إذ هي المهمّ للعاقل؛ لأنها الدار الباقية، وهي الحياة الأبديّة الدائمة، قال اللَّه تعالى:{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[العنكبوت: ٦٤].