للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْحَارِثِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ: "وَلَا يَتَبَسَّطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ").

رجال هذا الإسناد ستة:

١ - (يَحْيَى بْنُ حَبِيب) بن عربىّ البصريّ، ثقةٌ [١٠] (ت ٢٤٨) (م ٤) تقدم في "الإيمان" ١٤/ ١٦٥.

٢ - (خَالِدُ بْنَ الْحَارِثِ) بن عُبيد بن سُليم الْهُجَيميّ، أبو عثمان البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [٨] (ت ١٨٦) (ع) تقدم في "الإيمان" ٣٥/ ٢٤٣.

والباقون تقدّموا في الباب الماضي.

وقوله: (بِهَذَا الإِسْنَادِ) أي بإسناد شعبة، عن قتادة، عن أنس -رضي اللَّه عنه-.

وقوله: (وَلَا يَتَبَسَّطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ إلخ) هكذا رواية المصنّف بمثنّاة بعد حرف المضارعة، ثم موحّدة، وقد اختَلف في هذه اللفظة رواة البخاريّ، ففي رواية الأكثر: "ولا ينبسط"، بنون ساكنة قبل الموحّدة، وللحموي: "يبتسط" بمثنّاة بعد موحّدة، وفي رواية ابن عساكر بموحّدة ساكنة فقط، وعليها اقتصر في "العمدة"، قاله في "الفتح" (١).

قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ومعنى "يتبسّط" بالتاء المثنّاة فوقُ: أي يتّخذها بساطًا. انتهى (٢).

وقوله: (ذِرَاعَيْهِ) الذراع من الإنسان من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى، وبسط الذراعين المنهيّ عنه في السجود هو مَدّ هذين العضوين على الأرض، وملاصقتهما لها بطولهما، كهيئة الكلب حين يَفْرِش ذراعيه على الأرض.

[تنبيه]: رواية محمد بن جعفر، عن شعبة، ساقها البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "صحيحه"، فقال:

(٨٢٢) حدّثنا محمد بن بشار، قال: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب". انتهى.


(١) ٢/ ٣٥٢.
(٢) "شرح النوويّ" ٤/ ٢١٠.