للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن غريب ما وقفت عليه في هذا محمد بن شَرَف الْقَيْرَوانيّ الأديب الشاعر الْمُجِيد إنه منسوب إلى أمه شَرَف، ولذلك نظائر، لو تُتُبّعت لَجُمِع منها قدر كثير.

وقد قيل: إن بُحينة أم أبيه مالك، والأول أصحّ، وقد اعتنى بجمعها بعض الحفاظ. انتهى كلام ابن دقيق العيد -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: هذه القاعدة قد أسلفناها غير مرّة، وهي قاعدة مهمّة جدًّا.

وحاصلها أن لفظ "ابن" إذا وقع صفة بين علمين، وكان الثاني أبًا للأول وجب حذف التنوين من الاسم الأول، وهمزة الوصل من "ابن"، وتُحذف أيضًا خطًّا تبعًا للفظ؛ لكثرة الاستعمال، فإن كان الثاني غير أب للأول، كما هنا، وجب تنوين الاسم الأول، وكتابة همزة "ابن" أيضًا، وله شروط غير هذا مذكورة في شروح "الخلاصة" وحواشيها (٢) عند قولها في "باب النداء":

وَنَحْوَ "زَيْدٍ" ضُمَّ وَافْتَحَنَّ مِنْ … نَحْوِ "أَزَيْدُ بْنَ سَعِيدٍ لَا تَهِنْ"

وَالضَّمُّ إِنْ لَمْ يَلِ الابْنُ عَلَمَا … أَوْ يَلِ الابْنَ عَلَمٌ قَدْ حُتِمَا

واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ) -رضي اللَّه عنه- (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- "كَانَ إِذَا صَلَّى) أي دخل في الصلاة، وأراد السجود؛ لما يأتي من رواية عمرو بن الحارث التالية: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا سجد يُجَنِّح في سجوده، حتى يُرى وَضَحُ إبطيه"، و"الْوَضَحُ" -بفتحتين-: البياض، وفي رواية الليث التالية أيضًا: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا سجد فرّج يديه عن إبطيه، حتى إني لأرى بياض إبطيه".

(فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ) يَحْتَمِل أن يكون مخفّف الراء، من الْفَرْج ثلاثيًّا، وهو


(١) "إحكام الأحكام" ١/ ٢٣٤ - ٢٣٥.
(٢) راجع: "حاشية الخضري على شرح ابن عقيل" ٢/ ١١٦ - ١١٨.