للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحَكَى البخاريّ، عن يحى بن سعيد أنه قُتِل في الجماجم، سنة (٨٣).

أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط.

٨ - (عَائِشَةُ) أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها-، تقدّمت قريبًا.

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- وله فيه إسنادان فرّق بينهما بالتحويل.

٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، غير شيخه إسحاق، فما أخرج له ابن ماجه، وبُديل بن ميسرة، فما أخرج له البخاريّ.

٣ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: بديل، عن أبي الجوزاء.

شرح الحديث:

(عَنْ عَائِشَةَ) أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها- أنها (قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم - يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ) أي يبدؤها، ويجعل التكبير فاتحتها، والمراد لفظ "اللَّه أكبر" كما بُيّن في الروايات الأخرى (وَالْقِرَاءَةَ) بالنصب عطفًا على "الصلاةَ"، أي يبتدأ القراءة (بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}) بالرفع على الحكاية، وإظهار ألف الوصل، ويجوز حذف همزة الوصل، وكذا جرّ الدال على الإعراب، قاله القاري (١).

وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "والقراءَة": أي يبتدئ القراءة بسورة الفاتحة، فيقرؤها، ثم يقرأ السورة، وذلك لا يمنع تقديم دعاء الاستفتاح، فإنه لا يسمّى في العرف قراءةً، ولا يدلّ على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ إذ ليس المراد أنه كان يبتدئ القراءة بلفظ {الْحَمْدُ لِلَّه} [الفاتحة: ٢]، بل المراد منه أن يبدأ بقراءة السورة التي مُفْتَتَحُها {الْحَمْدُ لِلَّه}، كما يقال: قرأت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١]. انتهى (٢).

وقال في "المرعاة" بعدما نقل كلام الطيبيّ المذكور ما حاصله: وبهذا


(١) "المرقاة" ٢/ ٤٩٩.
(٢) راجع: "الكاشف عن حقائق السنن" ٣/ ٩٧٨ - ٩٧٩.