للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقول: "إن أبى إلا أن يمرّ فاردده، فإن أبى إلا أن يمرّ فادفعه، فإنما تدفع الشيطان".

قال: عبد اللَّه بن عامر الأسلميّ فيه ضعف، وزيد بن أسلم إنما رواه عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، كما تقدّم، وتسمية الوليد بن عقبة غريبٌ غير محفوظ. انتهى كلام ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وفي تفسير الذي وقع في "الصحيح" بأنه الوليد هذا نظرٌ؛ لأن فيه أنه دخل على مروان، زاد الإسماعيليّ: ومروان يومئذ على المدينة. انتهى. ومروان إنما كان أميرًا على المدينة في خلافة معاوية، ولم يكن الوليد حينئذ بالمدينة؛ لأنه لما قُتل عثمان تَحَوَّل إلى الجزيرة، فسكنها حتى مات في خلافة معاوية، ولم يَحضُر شيئًا من الحروب التي كانت بين عليّ ومن خالفه، وأيضًا فلم يكن الوليد يومئذ شابًّا، بل كان في عشر الخمسين، فلعله كان فيه، فأقبل ابن للوليد بن عقبة فيتجه.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: حاصل ما تقدّم أنه كون المارّ الوليد بن عقبة لا يصحّ سندًا، ولا يوافقه التاريخ أيضًا، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.

ورَوَى عبد الرزاق حديث الباب، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، فقال فيه: "إذ جاء شابٌّ"، ولم يسمه أيضًا.

وعن معمر، عن زيد بن أسلم، وقال فيه: "فذهب ذو قرابة لمروان".

ومن طريق أبي العلاء، فيه عن أبي سعيد، فقال فيه: "مَرّ رجل بين يديه، من بني مروان".

وللنسائي من وجه آخر: "فمَرّ ابن لمروان"، وسماه عبدُ الرزاق من طريق سليمان بن موسى: "داود بن مروان"، ولفظه: "أراد داود بن مروان أن يمرّ بين يدي أبي سعيد، ومروان يومئذ أمير المدينة"، فذكر الحديث، وبذلك جزم ابن الجوزيّ، ومن تبعه في تسمية المبهم الذي في "الصحيح" بأنه داود بن مروان.

وفيه نظرٌ؛ لأن فيه أنه من بني أبي مُعَيط، وليس مروان من بنيه، بل أبو


(١) "فتح الباري" لابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ- ٤/ ٨٦ - ٨٧.