للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فِي عَائِدٍ مُتَّصِلٍ إِنِ انْتَصَبْ … بِفِعْلٍ أَوْ وَصْفٍ كَـ "مَنْ نَرْجُو يَهَبْ"

(مِنْ أَبِي سَعِيدٍ) الخدريّ -رضي اللَّه عنه-، أراد به المرفوع، وهو قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره. . . " الحديث (وَرَأَيْتُ مِنْهُ) أي يعني الفعل الذي صدر منه مع ذلك الشابّ الذي أراد المرور بين يديه، وهو يصلّي، وقوله: (قَالَ) بيان وتفسير لقوله: "ما سمعت من أبي سعيد. . . إلخ" (بَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَبِي سَعِيدٍ) -رضي اللَّه عنه- (يُصَلِّي يَوْمَ الْجُمُعَةِ) جملة في محلّ نصب على الحال، أي حال كونه مصلّيًا يوم الجمعة (إِلَى شَيْءٍ) متعلّقٌ بـ "يصلي" (يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ) جملة في محلّ جرّ صفة لـ "شيء" (إِذْ جَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ) سبق آنفًا أن "إذ" فجائيّة، أي فاجأني مجيء شابّ، يقال: شَبّ الصبيّ يَشِبّ، من باب ضرب شَبَابًا، وشَبِيبةً، وهو شابّ، وذلك سنٌّ قبل الْكُهُولة، وقومٌ شُبّان، مثلُ فارس وفُرْسَان، والأنثى شابّةٌ، والجمع شَوابّ، مثلُ دابّة ودَوَابّ (١). (مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ) بضم الميم، وفتح العين المهملة، وسكون الياء، آخره طاء مهملة، مصغّرًا، وهو تصغير أمعط، وهو الذي لا شعر عليه، والأمعط، والأمر سواء، وأبو معيط في قريش، واسمه: أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أُميّة الأكبر، وهو والد عقبة بن أبي مُعيط الذي قتله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صبرًا، قاله في "العمدة" (٢).

قال في "الفتح": وقع في "كتاب الصلاة" لأبي نعيم أنه الوليد بن عُقبة بن أبي مُعَيط، أخرجه عن عبد اللَّه بن عامر الأسلميّ، عن زيد بن أسلم قال: بينما أبو سعيد قائم يصلي في المسجد، فأقبل الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط، فأراد أن يمر بيق يديه، فدفعه، فأبى إلا أن يمر بين يديه، فدفعه، هذا آخر ما أورده من هذه القصة.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: قوله: هذا آخر القصّة، هكذا قال في "الفتح"، لكن يُخالفه ما ذكره ابن رجب في "شرحه"، ونصّه: وروى أبو نعيم في "كتاب الصلاة": ثنا عبد اللَّه بن عامر، عن زيد بن أسلم، قال: بينما أبو سعيد قائم يصلي في المسجد، فأقبل الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط، فأراد أن يمر بين يديه، فدرأه، فأبى إلا أن يمر، فدفعه، ولطمه، وقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) "المصباح المنير" ١/ ٣٠٢.
(٢) "عمدة القاري" ٤/ ٤٢٥.