للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الْجِدار: الحائط، والجمع جُدُرٌ، مثلُ كتاب وكُتُب، والْجَدْرُ -بفتح، فسكون- لغة في الجدار، وجمعه جُدْران. انتهى (١).

والمراد جدار المسجد النبويّ مما يلي القبلة، وقد صرّح به في رواية البخاريّ، في "كتاب الاعتصام"، ولفظه من طريق أبي غسان -محمد بن مُطَرِّف- عن أبي حازم، عن سهل: "أنه كان بين جدار المسجد، مما يلي القبلة، وبين المنبر ممر الشاة" (٢).

(مَمَرُّ الشَّاةِ) بفتح الميمين: أي موضع مرورها، وهو مرفوع على أنه اسم "كان"، وخبرها الظرف المتقدّم، ويَحْتَمل أن تكون "كان" شانيّةً، اسمها ضمير الشأن، والظرف خبر مقدّم، و"ممرُّ" مبتدأ مؤخّر، والجملة خبر "كان"، وتقدّم في رواية أبي داد بلفظ: "ممرّ الْعَنْز" وهي بفتح، فسكون: المعز.

والمعنى: أن المسافة التي كانت بين المكان الذي يقوم فيه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- للصلاة، وبين الجدار الذي أمامه إلى جهة القبلة قدر ما يسع مرور الشاة فيه، وهو كناية عن قربه إليه.

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: يعني بالمصلّى موضع السجود، وفيه أن السنة قرب المصلّي من سترته. انتهى (٣). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سهل بن سعد الساعديّ -رضي اللَّه عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٥١/ ١١٣٩] (٥٠٨)، و (البخاريّ) في "الصلاة" (٤٩٦) و"الاعتصام" (٧٣٣٤)، و (أبو داود) في "الصلاة" (٦٩٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (١٧٦٢ و ٢٣٧٤)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (٥٨٩٦ و ٥٧٨٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (١٤٣٤)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١١٢٢)،


(١) راجع: "المصباح المنير" ١/ ٩٣.
(٢) "صحيح البخاريّ" "كتاب الاعتصام" رقم (٧٣٣٤).
(٣) "شرح النووي" ٤/ ٢٢٥.