للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقيان تقدّما قريبًا، وإسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه.

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من رباعيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وهو (٦٥) من رباعيّات الكتاب، وقد وقع للإمام البخاريّ ثلاثيًّا، فقد رواه عن مكيّ بن إبراهيم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة -رضي اللَّه عنه-، والسند الآتي للمصنف، رواه عن محمد بن المثنّى، عن مكيّ، به.

٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له ابن ماجه.

٣ - (ومنها): أن شيخه محمد بن المثنّى، أحد مشايخ الستة بلا واسطة، كما أشرنا إليه في السند الماضي.

٤ - (ومنها): أن قوله: "يعني ابن أبي عبيد"، وقوله: "وهو ابن الأكوع"، قد تقدّم بيانه غير مرّة، وباللَّه تعالى التوفيق.

شرح الحديث:

(عَنْ سَلَمَةَ، وَهُوَ ابْنُ الْأَكْوَعِ) -رضي اللَّه عنه- (أَنَّهُ كَانَ يَتَحَرَّى) أي يقصد، يقال: تحرّيتُ الشيءَ: إذا قصدته، وتحرّيتُ في الأمر: إذا طلبت أحرى الأمرين، وهو أولاهما، قاله الفيّوميّ (١).

والمعنى: أنه يجتهد، ويختار ذلك المكان للصلاة فيه.

(مَوْضِعَ مَكَانِ الْمُصْحَفِ) أي موضع حصول المصحف، فـ "المكان" مصدر ميّميّ لـ "كان" التامّة، بمعنى حصل، ووُجد، فلا يلزم من إضافة "موضع" إليه إضافة الشيء إلى نفسه، فتنبّه.

و"الْمُصْحَف" مثلّث الميم، وأصله الضمّ، مأخوذ من أُصْحِف مغيّر الصيغة، أي جُمِعت فيه الصُّحُف، وهي جمع صَحِيفة، بفتح، فكسر: وهي الكتاب، وتجمع على صحائف (٢).


(١) راجع: "المصباح المنير" ١/ ١٣٣.
(٢) راجع: "القاموس" ٣/ ١٦١، و"المختار" ص ١٧٤.