١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وفيه التحديث، والعنعنة من صيغ الأداء.
٢ - (ومنها): رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له الترمذي، وأبو مالك علّق له البخاريّ.
٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ مخضرم.
٥ - (ومنها): أن صحابيّه ابن صحابيّ، ومن السابقين الأولين، وفي "صحيح مسلم" أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعلمه بما كان وبما يكون إلى قيام الساعة، واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ حُذَيْفَةَ) -رضي اللَّه عنه- أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فُضِّلْنَا) بالبناء للمفعول، أي فضّلنا اللَّه تعالى (عَلَى النَّاسِ) أي على سائر الأمم (بِثَلَاثٍ) أي ثلاث خصال، وإنما ذكّر العدد؛ لما سبق غير مرّة أن قاعدة تأنيث العدد مع المذكّر، وتذكيرها مع المؤنّث إنما يجب إذا وقع المعدود تمييزًا، وأما إذا حُذف كهذا الحديث، وكحديث: "من صام رمضان، وأتبعه ستًّا من شوّال"، أو قُدّم، كرجل خمسة فيجوز الوجهان. (جُعِلَتْ صُفُوفُنَا) ببناء الفعل للمفعول في المواضع الثلاثة، وهذه إحدى الخصال الثلاث (كصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ) وقد تقدّم تفسير صفوف الملائكة في حديث جابر بن سمرة -رضي اللَّه عنه- قال: خرج علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر الحديث، وفيه: فقال: "ألا تَصُفُّون كما تصف الملائكة عند ربها؟ "، فقلنا: يا رسول اللَّه، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يُتِمُّون الصفوف الأول، ويتراصون في الصّفّ".
(وَجُعِلَتْ لَنَا الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا) بضمّ، فسكون: لغة في التراب (لَنَا طَهُورًا، إِذَا لَمْ نَجِدِ الْمَاءَ") فيه بيان أن التيمّم لا يجوز إلا عند فقد الماء، ومثله تعذّر استعماله؛ لمرض، أو غيره (وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى) الظاهر أن قائل "ذَكَرَ" هو محمد بن فُضيل، وفاعله ضمير أبي مالك، يعني أن أبا مالك الأشجعي ذَكر في روايته خصلة أخرى ثالثة، نسيتها الآن.