[تنبيه]: قال العلماء -رحمهم اللَّه تعالى-: المذكور هنا خصلتان فقط؛ لأن قضيّة الأرض في كونها مسجدًا وطَهُورًا خصلة واحدة، وأما الثالثة فمحذوفة في رواية المصنّف هنا، وذكرها الإمام أحمد في "مسنده"، فقال:
(٢٢٧٤٠) حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا أبو مالك الأشجعيّ، عن ربعيّ بن حِرَاشٍ، عن حُذيفة، قال: فُضِّلت هذه الأمة على سائر الأمم بثلاث: جُعِلت لها الأرض طَهُورًا ومسجدًا، وجُعلت صفوفها على صفوف الملائكة، قال: كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول ذا:"وأعطيت هذه الآيات من آخر البقرة، من كنز تحت العرش، لم يُعطَها نبيّ قبلي"، قال أبو معاوية: كلُّه عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. انتهى.
وساقها أيضًا الإمام النسائيّ في "السنن الكبرى"(٥/ ١٥)، فقال:
(٨٠٢٢) أخبرنا عمرو بن منصور، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا أبو عوانة، قال: ثنا أبو مالك الأشجعيّ، عن رِبْعِيّ بن حِرَاشٍ، عن حُذيفة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فُضِّلنا على الناس بثلاث: جُعِلت الأرض كلها لنا مسجدًا، وجُعلت تربتها لنا طُهورًا، وجُعِلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأُوتيت هؤلاء الآيات، آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يُعْطَ أحدٌ منه قبلي، ولا يُعْطى منه أحد بعدي". انتهى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث حذيفة -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١١٧٠١ و ١١٧١](٥٢٢)، و (النسائيّ) في "السنن الكبرى"(٥/ ١٥) رقم (٨٠٢٢)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده"(٤١٨)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(١١/ ٤٣٥)، و (أحمد) في "مسنده"(٥/ ٣٨٣)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٢٦٣ و ٢٦٤)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١٦٩٧)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٨٧٤)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(١١٥٢)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(١/ ٢١٣ و ٢٢٣)، وفوائده تقدّمت في الحديث الماضي، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.